د. #عبدالله_البركات
في #أدعية #الانبياء عليهم السلام ادب جم مع خالقهم يحسن بنا الاقتداء به
أدب يناسب حالة التضرع او التلميح للفقر والضر او الثناء و الشكر.
. فهذا سيدنا ادم عليه السلام وزوجه يقولان عندما أدركا ذنبهما ( قالا ربنا اننا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين ). وهذا نوح يقول ( رب ان ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ). فلم يزد عن الاستفهام ومع ذلك يؤنبه ربه على ذلك. ( فلا تسألني عما ليس لك به علم. اني أعظك ان تكون من الجاهلين ) . وانظروا الى دعاء سيدنا موسى عليه السلام وهو الخائف الجائع المشرد الوحيد الغريب اذ ينقل عنه ربه عرض حاله بتلميح وتورية:
( ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من خير فقير).وهذا يونس ينادي في الظلمات ( أن لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين). وزكريا يطلب الذرية بأدب العبد مع سيده ( رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين) أو قوله ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء). وابراهيم يقول (ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) وأدعية ابراهيم جميلة رقيقة محاذرة أن يطلب ما لا ينبغي له كقوله ( رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر). فهو يقصر طلب الرزق على من آمن بالله واليوم الاخر مخافة ان يطلب ما ليس له بحق . وقول سليمان ( رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي. وأن أعمل صالحاً ترضاه. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين).
بينما يدعو الشيطان بطريقة مستكبرة فيقول ( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين. ) بل تصل به الوقاحة ان لا يقول رب بل يقول
قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
وعندما أردت ان استشهد بادعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجدت أمرًا غريبا اذ لم اجد منها في القران شيئًا.
وحاولت ان اجد تفسيراً لذلك حتى ضاقت نفسي. وقلت كيف يكون ذلك وادعية النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة في السنة الشريفة كثيرة جميلة رقيقة. ؟
ثم قلت كيف يمكن ان تكون صيغة ادعية النبي في القران. ليس هناك الا صيغة واحدة. وهي على نمط ادعية الانبياء مسبوقة بعبارة (قال) او (وقال). فلم أجد الا اية واحدة ولا تعتبر دعاءً بل شكوى وليست شكوى من ضر او طلب منفعة خاصة. وهي قول الله تعالى ( وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا. )
الا اني وجدت ان هناك الكثير من التوجيهات الربانية للنبي عليه الصلاة والسلام في كيفية الدعاء وفحواه. فنجد ان الله تعالى يخاطب نبيه بفعل الامر (قل). وليس كل خطاب رباني للنبي مسبوق بالفعل (قل) دعاء. اما الادعية فهي التالية:
(وقل رب زدني علما)
(وقل رب انزلني منزلاً مباركا وانت خير المنزلين)
(وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك رب ان يحضرون)
(وقل رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين.)
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. )
ولعلكم لاحظتم في توجيهات الله لنبيه ان اي منها لم يكن شكوى او طلب منفعة مادية او طلب شفاء من مرض او طلب ذرية، ولا طلب عذاب لقومه او لغيرهم.
ولعل هذه الخصائص النبوية لم يلتفت اليها كثيرا رغم عظمتها وتميزها. ولعل في استكشافها ما يزيد من تقديرنا لعظمة النبي صلى الله عليه وسلم.