أدارها حكم عربي.. قصة المباراة التي انتهت بنتيجة 10-1 في كأس العالم / فيديو

#سواليف

في الخامس عشر من يونيو/حزيران 1982، سجلت #منافسات #كأس_العالم أكبر فوز في تاريخ البطولة منذ انطلاقها للمرة الأولى عام 1930، وما زال صامداً حتى يومنا هذا.

في ذلك التاريخ كان منتخب #المجر يصعق نظيره من #السلفادور؛ إذ دك شباكه بعشرة أهداف مقابل واحد، في المباراة التي أقيمت على ملعب مانويل مارتينيز فاليرو في مدينة إلتشي الإسبانية، في الجولة الأولى من دور المجموعات.

المباراة التي انتهت بنتيجة 10-1 في كأس العالم

كان تأهل السلفادور إلى #نهائيات مونديال إسبانيا معجزة بحد ذاتها، كون البلاد كانت تعيش على وقع حرب أهلية بين الحكومة والمتمردين.

لم يكن لاعبو المنتخب يؤدون تدريباتهم في ظروف مثالية، فالمدافع فرانسيسكو غوفيل، أكد أن بعض زملائه كانوا يصلون متأخرين إلى الحصص التدريبية، لأنهم اضطروا إلى مساعدة الجرحى وإخلاء جثث القتلى من الشوارع.

نجحت كرة القدم في لمّ شمل الإخوة الأعداء ولو ليوم واحد، وهو اليوم الذي لعب فيه منتخب السلفادور مباراته الحاسمة من أجل التأهل للمونديال.

يومها قال ماوريسيو ألفارو، أحد لاعبي المنتخب: “توحد الشعب ليوم واحد على الأقل، كانت هذه أعظم هدية لنا، كانت البلاد تعاني كثيراً، وكان لدينا فرصة للتخفيف من معاناتها”.

ومع كل هذه الظروف لم تكن قرعة #المونديال رحيمة بالسلفادور، فأوقعتها في المجموعة الثالثة مع الأرجنتين (حامل اللقب) وبلجيكا والمجر.

كان منتخب السلفادور آخر المنتخبات المتأهلة لكأس العالم، وصولاً إلى إسبانيا، حيث استغرقت رحلة سفرهم 72 ساعة، أي قبل ثلاثة أيام من مباراتهم الأولى ضد المجر.

وما زاد الطين بلة أن الاتحاد السلفادوري اختصر قائمة المنتخب إلى 20 لاعباً فقط، ومنح باقي الأماكن لشخصيات في الاتحاد، سافروا إلى إسبانيا من أجل قضاء عطلة في أوروبا.

تفاقمت معاناة لاعبي السلفادور، حين اكتشفوا أن مقر إقامتهم لا يصلح للسكن، ولم تتوافر فيه كرات للتدريب أيضاً.

وعن ذلك قال ريكاردو مورا، وهو حارس مرمى الفريق: “لقد تمت معاملتنا كزوار من الدرجة الثالثة، حتى الحقائب والأطقم التي قدمها لنا فيفا كانت قديمة، ومعظمها عليها شعار كأس العالم 1974.. كان الأمر مخزياً”.

منتخب السلفادور وبداية كارثية

وسط كل هذه الظروف، دخل الفريق القادم من أمريكا الشمالية مباراته الافتتاحية أمام المجر بقيادة الحكم البحريني إبراهيم يوسف الدوي، الذي يبلغ من العمر اليوم 77 عاماً.

لم تكن بداية المباراة مبشرة لمنتخب السلفادور الذي استقبل ثلاثة أهداف في أول 25 دقيقة، بواسطة تيبور نيلياسي وبول يونش ولاسزلو فازيكاس، وعليها انتهى الشوط الأول.

انهار لاعبو السلفادور في الشوط الثاني، واستقبلت شباكهم سبعة أهداف أخرى بواسطة جوزيف توث وفازيكاس وتوميسلاف كيس ثلاثية (هاتريك)، ولازار سزينتيس ونيلياسي.

العلامة المضيئة الوحيدة في هذه المباراة بالنسبة للسلفادور، كانت الهدف الوحيد الذي سجله لويس راميريز، الذي احتفل بالهدف بجنون، على الرغم من تأخر فريقه بخمسة أهداف.

الطريف أن زملاء راميريز طالبوه بعدم المبالغة في الفرحة، حتى لا يثير ذلك استفزاز المجريين، لكن مخاوفهم تحققت فعلاً.

وقال راميريز: “لقد كانوا محقين في تحذيري، لكنهم جاءوا بعد فوات الأوان، كنت قد احتفلت وابتهجت كثيراً، فسجلوا فينا خمسة أهداف أخرى في أقل من نصف ساعة”.

أقيمت تلك المباراة التاريخية أمام 23 ألف مشجع، الذين اشتروا تذاكرها مقابل 800 بيزيتا (30 يورو)، لكنهم لم يتوقعوا أنهم سيشاهدون نتيجة الفوز الأكبر في كأس العالم.

وبعد المباراة قال نيلاسي، لاعب المجر: “في الواقع لم يكونوا (السلفادور) فريقاً سيئاً كما تشير النتيجة، ومن المستحيل تكرار هذه المباراة، ولو أعدناها 100 مرة لن نفوز بالعشرة”.

ومن مفارقات هذه المباراة، أن عدداً من لاعبي السلفادور كانوا مصرين على أنهم قدموا أفضل أداء في تاريخهم، لكن “عار” النتيجة كان لا يُطاق.

مارادونا خسر الرهان

خسر منتخب السلفادور مباراته الثانية أمام بلجيكا بهدف دون رد، وقبل الثالثة أمام الأرجنتين وصل إلى سمع اللاعبين أن دييغو أرماندو مارادونا قال بأنه سيهز شباكهم 10 مرات وحده.

وعن ذلك قال أريفالو، أحد لاعبي هندوراس: “لكونه متعجرفاً، لم يستطع تسجيل هدف واحد (فازت الأرجنتين 2-0)، لقد ذكّرته (مارادونا) بذلك في الملعب وضحك”.

وعند العودة إلى بلادهم، كان اللاعبون مثار سخرية الكثيرين من أبناء جلدتهم، فقال غوفيل: “عندما تأهلنا لكأس العالم كنا أبطالاً، وبعدما خسرنا أصبحنا وصمة عار”.

وبعد 25 عاماً، وجه الاتحاد السلفادوري دعوة رسمية إلى توميسلاف كيس، البديل الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي سجل 3 أهداف (هاتريك)، وزملائه من لاعبي المجر من أجل خوض مباراة أخرى.

ووفق موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا“، فإن المباراة الاحتفالية أقيمت يوم 15 يونيو/حزيران 2007، وفيها تقدم المجريون بهدفين نظيفين، لكن أصحاب الأرض حفظوا ماء وجههم ونجحوا في تعديل النتيجة.

وعلّق غونزاليس، أحد لاعبي السلفادور، على هذه المباراة بالقول: “لقد كان يوماً لا يُنسى بالنسبة لنا جميعاً، لقد عوضنا جماهيرنا أخيراً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى