سواليف – بدأ الفراعنة استخدام الـ”شاليمو” أو الشفاطات للشرب منذ أكثر من 7000 عام، كما هو مثبت في إحدى المخطوطات الهيروغليفية التي تشير إلى أن تلك الأنابيب المستخدمة كانت بغرض الحماية من الابتلاع بالخطأ لأي حشرات تقع داخل قدر الماء عند الشرب ليلاً، وكذلك كان للصين حظ في استخدام الـ”شاليمو” في احتساء مشروب الأرز المتخمر. وبالطبع، لم تكن الشفاطات قديما مصنوعة من البلاستيك وبالتالي لم تشكل خطرا على البيئة.
أما اليوم، يستهلك الأميركيون، على سبيل المثال، 500 مليون شفاطة عصائر – “شاليمو” أو “سترو”- يومياً، وفقاً لإحصائية صادرة عن هيئة الحدائق الوطنية. ويكفي هذا العدد من الشفاطات لملء ملاعب 9 استادات رياضية ضخمة، أو ما يكفي لتغطية دوران حول قطر الكرة الأرضية أكثر من مرتين ونصف يومياً!
لسوء الحظ، فإن معظم هذه الشفاطات ينتهي بها المطاف كقمامة، تلوث محيطات العالم وتزدحم بها مدافن القمامة لمدة 200 سنة مقبلة. كما تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، ستمتلئ مياه المحيط بكميات من البلاستيك تفوق كمية الأسماك.
لهذا فإن الشفاطة البلاستيك صغيرة الحجم نسبياً، تمثل مشكلة بيئية حقيقية في عالم اليوم، بحسب موقع “Care2″.
يتكدس على الشواطئ في جميع أنحاء العالم قمامة الشفاطات البلاستيكية. ووفقاً لحملة Strawless Ocean محيط بلا شفاطات، فإن الشفاطات تعتبر واحدة بين أكثر 10 بنود شيوعاً ثبت أنها تلوث الشواطئ عالمياً. كما أن التلوث البلاستيكي البالغ الضخامة في محيطات العالم يسهم أيضاً في تحمض مياه البحار والمحيطات، وهو ما يؤدي إلى قتل مستمر للحياة البحرية.
ولكن لماذا ينتهي المطاف بالشفاطات في مدافن النفايات والقمامة والمحيطات؟ لماذا لا يتم إعادة تدوير الشفاطات؟
بكل أسف، إن الشفاطات صغيرة جداً وخفيفة للغاية في كثير من الأحيان لدرجة أنها غالباً ما تهمل وتلقى في سلة المهملات، وخاصة إذا كان الكوب الذي توجد فيه غير قابل لإعادة التدوير. لذلك، فإن الجواب المنطقي هو استخدام شفاطات يمكن إعادة استخدامها، أليس كذلك؟
الواقعية أم الحلول
دعونا نكن واقعيين، لا توجد طريقة تجعل كل شخص يبدأ في حمل شفاطة، يمكن إعادة استخدامها، إلى كل مكان يذهب إليه، ليس على الأقل إلا إذا بدأنا في اتخاذ صنع حافظات للشفاطات كنوع من أنواع الموضة والأناقة. ومن ناحية أخرى، فإن الشفاطات القابلة للتحويل إلى عناصرها الأولية لا تحدث فرقا، إلا إذا جمعها بالأخير من خلال منشآت تجارية متخصصة، وهذا ما لا يحدث بالفعل. وبينما تمثل الشفاطة الورقية متعة، بيد أنها يمكن أن تذوب بسرعة، ويظل أنها ستكون في النهاية نفايات ورقية. وعلى الرغم من ذلك فلا توجد حاجة ملحة للإقلاع نهائيا عن استعمال الشفاطات إلى الأبد طالما أن من الممكن الاستعانة بشفاطة صالحة للأكل.
شفاطة قابلة للأكل
إن المقصود هنا ليس شفاطة منتجة من أحد أنواع البسكويت، على الرغم من أن أياً من منتجات البسكويت ستكون بالتأكيد مفيدة، ولكن المقصود هو شفاطة الـ”لولي” Lolistraws “شفاطة صالحة للأكل بعد الاستعمال.
الأعشاب البحرية
إن خيارات الشفاطات الجاري استهلاكها حالياً بعيدة كل البعد عن أن تكون قابلة للأكل، حيث إن الشفاطات البلاستيك التقليدية عبارة عن منتج ثانوي للبترول، وهذا يعني أن إنتاجها يعتمد كليا على صناعة الوقود الأحفوري.
كما أن معظم الأدوات والأواني القابلة للتحويل إلى عناصرها الأولية مصنوعة من الذرة، وتعتمد على المحاصيل المعدلة وراثيا أحادية الزراعة، التي يعيبها حاليا مجموعة من مشاكل التصنيع لطبيعة مادة الخام. فما هي المواد الصالحة للأكل التي يصنع منها الـLolistraws؟ إنها الأعشاب البحرية!
ألوان ونكهات متعددة
إن الأعشاب البحرية ليست فقط وفيرة وكبيرة، بل تعتبر من أفضل الخيارات التي تناسب كوكبنا، بسبب أنها تمتص ثنائي أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، الأمر الذي يعني أن زيادة زراعة الأعشاب البحرية، سيكون مفيدا من كل النواحي. وهي في نفس الوقت صالحة للأكل. وهذا يعني عدم وجود نفايات، حيث إن الـLolistraws، علاوة على ذلك، قابلة للتحلل البحري أو إلى سماد. وبالإضافة إلى ما سبق فإن Lolistraws مبدئيا تحمل مظهر وشعور البلاستيك، كما أنها تستمر لمدة 24 ساعة قبل تتحلل بعد استخدامها لمرة واحدة. ويمكن إنتاجها بألوان ونكهات مذاق متعددة وبعد الانتهاء من تناول مشروبك يمكنك الاستمتاع بأكلها.
العربية نت