أخذنّه قرّاويتين وغرّبن / شاهر الشريدة

أخذنّه قرّاويتين وغرّبن
شيخ ع أيام الكتاتيب، راح ع قرية ليعلمهم القراية والكتابة، ظل عندهم أسابيع وشهور ومافيش فايدة، ما حدا أتعلم ولا حدا لقط منه حرف.

غاب عنهم أسبوعين ورجع معه شوال خيش، فسألوه: شو اللي بالشوال يا شيخ؟ فقال: هظول قرّاويات عشان يعلمنكوا القراية والكتابة.

حط الشوال بينهم وقاللهم افتحوه. ولما فتحوه، فإذا الشوال مليان دبابير (نحل كبير)، هجمت عليهم الدبابير، وصاروا ينطوا فوق وتحت، ويصيحوا ويصرخوا من لسعات الدبابير، والشيخ واقف من بعيد بتفرج عليهم وبضحك.

ولما هديت الأمور من بعد ما اتهبرت واتورّمت وجوههم وجنابهم، فقدوا زلمة كان موجود معهم، مالهوش اثر بعد الميمعة. فقاللهم الشيخ: هظاك أخذنّه قرّاويتين وغرّبن. يعني هرب جهة الغرب ووراه دبّورين.

مقالات ذات صلة

احنا شعبنا كله بعرف يقرا ويكتب، وكله دارس جامعات ومعاهد ونسبة الأمية عندنا تقريبا صفر، ومش بحاجة حدا يعلمنا القراية والكتابة.

احنا بحاجة حكومات تعلمنا الثقة فيها، بحاجة قوانين تحمينا، بحاجة دستور يزرع فينا الإيمان بالعدالة والمساواة، بحاجة حدا يعلمنا معنى الهوية والإنتماء.

حكومات وحكومات ظلت تجهّل فينا، وتمزّق فينا، وتشلع ارواحنا من شروشها المغروسة بتراب بلدنا، بحجة إنها بتعلّم فينا وقلبها علينا.

كل يوم قوانين تنتهك، وقوانين تفصّل، وأموال تسلب، ودستور يغتصب، لأن احنا مش قابلين نتعلم أولوياتنا، وجابولنا شوال قرّاويات أجنبية لنتعلم الإنتماء.

كل يوم جريمة قتل، والشعب مشغول بقاتل بعضه بين موالاة ومعارضة.

مؤسسات الوطن بتضيع، وداعش ع الحدود، وناس بلشانة بصادق خان والا ما خان، سنّي والا شيعي.

عمّان استباحوا عذريتها، واللي ما بصوموا شايلين هم الصيام برمضان.

ويا خوفي بس نصحى من القرص واللسع، نفقد الوطن ونلاقي قرّاويتين أخذنّة وغرّبن.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى