أخت الديمقراطية

أخت الديمقراطية

#سواليف الإخباري / أحمد حسن الزعبي

مقال الثلاثاء 16 / 5 / 2023

أمضيت أول أمس ساعات طوال أمام شاشة التلفاز وأنا أتابع بورصة #الانتخابات_التركية ،ساعات طوال والنسب تتقارب وتتأرجح والشد العصبي يتضاعف والممارسة #الديمقراطية مدهشة..ومستفزّة في بعض الأحيان ،استفزاز كأس الماء البارد الرقراق أمام من يتلظّى من العطش..
رئيس ،على رأس السلطة ،لو شاء أمره نافذ ، لو شاء لعرقل بعض مراكز اقتراع الخصم أو مارس التهديد لمناصريه أو لاشترى ذمم الآخرين بالوظائف والمكاسب والأموال ، لو شاء لوجّه كل القنوات الإعلامية لصالحه ، لو شاء لهندس تزويراً ذكياً يبقيه في السلطة خمس سنوات قادمة دون أي جهد يذكر، أو لضغط على أعضاء الحزب المعارض بتقديم استقالاتهم وإرسالها في “ارامكس” ..لكنها الديمقراطية الحقيقية، عندما تقف الدولة على مسافة واحدة من كل الأحزاب ومن كل المرشّحين ، فالرئيس في موقعه مجرّد #خادم للشعب وللدولة ..لا أفضلية له ولا قداسة..التساوي في الفرص من واجب الدولة وأما الشعب فهو الوحيد من يقول كلمته..
كنت أتابع خطابات المرشّح اردوغان والمرشحّ كمال كليشدار ، كل خطابهم موجه للشعب ، وعود للشعب ، تطمينات للشعب ، وفاء للشعب ، يتسابقان لخدمة الشعب ، يسعيان بكل ما أوتيا لنيل رضا الشعب..أنا هنا لا اسمع كلمة شعب في خطاب مسؤولينا بالمطلق ..لا ارى مستشفى باسم الشعب أو مدرسة أو شارعاً أو ميداناً او حياً أو تطميناً او تسابقاً لرضى الشعب ..هنا لا أسمع كلمة الشعب الا ضمن “مخلوطة المكسّرات”..
**
وعلى سيرة الديمقراطية “تبعتنا” في الصف السادس أجرينا انتخابات رئاسة الأسرة في الصف ، كان أحد المرّشحين أبن المعلّم مربّي الصف ولانتخابات تجري بإشراف المعلّم نفسه “شفافية على كيفك” ،حصل الصبي على ثلاثين صوتاً..وحصلت أنا على صوتين بما فيهم صوتي..فأول قرار انتقامي لرئيس الأسرة المنتخب لأني ترشّحت ضدّه انه أعطاني دور “التكنيس” يوم الخميس بعد الحصة السابعة..
وعلى سيرة انتخابات المدرسة ايضاَ..أحدى الدول العربية ، أجرت انتخابات رئاسية روتينية بها، كان عادة ما يحصل الرئيس المرشّح الوحيد على 99%..لكن في تلك الانتخابات تحديداً قالوا ” مش عيب ” حصل الرئيس على 100% من الباب للطاقة ..لا مرضى ولا متوفين ولا مستنكفين ولا معارضين..
**
خلاصة القول : في العالم الذي يفهم معني الدولة والأمة ..يوجد “ديمقراطية”..وفي عالمنا العربية يوجد فقط ” ..أخت الديمقراطية”..