أحمد جرار.. مطارد بحجم الجيش

أحمد جرار .. مطارد بحجم الجيش

عمر عياصرة
ان يصرح نتنياهو بكلمات قلقة غاضبة متوعدة على نحو «لن اسمح لأحمد جرار بأن ينال من كرامة اسرائيل»، فهذا دليل على ان «بطل جنين وفتاها المناضل» اوجع دولة الكيان الصهيوني، وانه حفر في ذاكرتها استحضارا لرموز اذاقتهم الويل والثبور.
تجتمع في احمد نصر جرار اسرار كثيرة يمكن التعويل عليها في تفسير غضبة نتنياهو وقلقه، اولها ان عمليته الاخيرة وجهت لحاخام مستوطن، اي وجهت لمشروع الدولة اليهودية المزعوم، ووجهت للناخب الاسرائيلي الاهم في اختيار حكامه.
ثانيا: انها الضفة الغربية التي عمل عليها دايتون، وحاول فيها التنسيق الامني، واعتقد البعض انه تم الاجهاز عليها بمنطق الفلسطيني الجديد، فكيف يظهر فيها مناضل شاب رمز، كيف يكسر صمتها بطل آخر قد يراكم الكثير الكثير.
ثالثا: التوقيت ايضا له دلالات في غضب نتنياهو، فهناك نشوة صهيونية عنوانها واشنطن وترامب والوعود، فكيف يعكر صفوها نضال نوعي قد يستهوي الشباب ليحذو حذوه.
رابعا: المحضن الاجتماعي الذي قدم كل اللوجستيك لنجاح احمد نصر جرار بالتواري الى الان، من هؤلاء، قنابل كامنة، لا زال في الضفة مقاومة، وهنا سيفكر نتنياهو ألف مرة بكوابس العمل الجهادي داخل الخط الاخضر، سيستعيد اوجاع يحيى عياش وابو هنود وغيرهم من الاسماء الشهيدة المكثفة.
خامسا: احمد جرار ابن شهيد، قاوم وواجه واستشهد تاركا لأبنائه ارث المواصلة والثأر النضالي، وهذا تأكيد ان الثقافة النضالية في فلسطين يتم توارثها بفعل اصيل وعميق لا يمكن تلويثه بلعبة السلام الاقتصادي.
سادسا: انه شاب يافع، جميل، انيق، نموذج قدوة يلهم بالاستبطان والتقليد، وهذا آخر ما يريده نتنياهو، استعادة القدوة والنموذج في النضال الفلسطيني وتحديدا في الضفة الغربية.
منذ أسابيع، صرح وزير الحرب الصهيونيّ «ليبرمان»، وهو يكاد يتفجّرُ غضبا، قائلا: «إنّ الفتى جرّار يلعبُ في الوقت بدل الضائع»، في إشارة إلى قرب التوصل إليه.
وها نحنُ نرى الوقت بدل الضائع يمتدّ، ونرجو له أن يطول، وأن يكون عمر أحمد أطول من أعمار مهدديه، وان يجنبه عيون الموساد، وعيون التنسيق الامني، لكن على كل الاحوال مهمته انجزت ورسائله وصلت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى