أحلام العصافير

أحلام العصافير / #يوسف_غيشان

نعم أصبح العلم موضة. في سبيله إلى التنفيذ العملي، وقد ينزل للأسواق قريبا، جهاز هاتف خليوي صغير جدا يتم زرعه عند طبيب جراحة الأسنان، وفي العيادات العادية، في أحد الأضراس أو الطواحين، حيث يقوم باستقبال المكالمات والرد عليها.
في الخبر، لم يتم ذكر آلية إجراء الاتصال، هل هو بتحريك اللسان، أم بالعزف على الأضراس…. أو بالطقطقة بواسطة الأصابع، أو ربما بالتعريف الصوتي، ثم ذكر الرقم المطلوب بصوت عادي حسب ما عودت موبايلك الضرسي (يا هملالي).
تخيلوا لو وصلنا هذا الابتكار، فإننا سنقوم بتركيبه أولا لأولادنا على مقاعد الدراسة حتى نقوم بتغشيشهم، بالبث المباشر إجابات أسئلة الامتحان الشفوية والكتابية، وكم سنشعر بالزهو حينما يعود أطفالنا من المدارس بعلامات عالية (غير معلمة بالأحمر الذي اعتادوا عليه)، وكم سنفخر بأننا شاركناهم (فرحة) الفوز…وربما لا ننتظر حتى إلى اكتمال الأسنان، ونقوم بتركيبه على أسنان الحليب…حتى نقوم بتغشيش أطفالنا، الذين هم أكبادنا التي تمشي على الأرض) أغنيات الطفولة في الحضانات ومرحلة ما قبل المدرسة…. كل واحد حر بكبده!!
إذا وصل هذا الابتكار إلينا، فلن نعود بحاجة إلى استخدام مساعدة الاتصال بصديق أو حذف اجابتين خلال برنامج «من سيربح المليون» أو ما يماثله، بل سوف تصلنا الإجابات أولا بأول، أذا أبقينا الخط مفتوحا مع ولد شاطر وقادر على استخراج المعلومات من الكمبيوتر بسهولة وسرعة وكفاءة بالتالي سوف ترتفع معدلات التلاميذ المدرسية إلى ما فوق التسعين ومستوى الجهل سيرتفع إلى فوق الميّة.
في العالم الآخر على الأرجح سيستخدمونه لأمور أكثر أهمية، مثل التواصل اللحظي مع سوق الأسهم والبورصة العالمية، وللتجسس بشكل أو بآخر، لكننا نحن…. أحلامنا عصافيرية.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى