ما بعد التعداد / رامي علاونة

ما بعد التعداد
لا اعرف لماذا قابل الكثير من الأردنيين نتائج التعداد العام بشئ من السخرية و التندر مع ان التعداد العام للسكان و المساكن ضرورة وطنية تبني عليها الكثير من الجهات الرسمية قراراتها و خططها الآنية و المستقبلية.
بنظري، التعداد العام للسكان إنجاز جديد يضاف الى قائمة إنجازات الحكومة الحالية، فقد مرّ على آخر تعداد للسكان و المساكن اكثر من عقد من الزمن، ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من تحسين الوضع الإقتصادي للبلد أو حتى الحد من وتيرة “التكاثر الانشطاري” للمديونية.
لا أعتقد أن أحدا من المنتقدين لأداء الحكومات الاقتصادي كلّف نفسه عناء البحث بموضوعية عن السبب الحقيقي وراء عجز الحكومات عن التغير و الإصلاح دون كيل الاتهامات و التكهنات بالفساد و التخبّط و قصر الرؤيا الاقتصادية مع ان السبب بديهي و يعرف اهميته كل من له علاقة بالبحث العلمي… و هو عدم توفر المعلومة الدقيقة.
يعرف جيدا أي باحث أن البيانات و المعلومات غير الدقيقة تنتج حتما مخرجات غير صحيحة، و ينسحب هذا المبدأ الإمبريقي على الأكاديميا و السياسة الدولية و الاقتصاد الوطني و حتى على مشروع فتح دكانة قي الحارة.
بالنسبة للوضع الاقتصادي المتردي لدينا، اجتهدت الحكومات مشكورة، فرسمت الخطط و المشاريع الاقتصادية. صحيح أنها ضمّت حينا و رفعت أحيانا، و كسرت حينا و نصبت أحيانا أخرى، لكنها لم تنجح لحد الآن لأن ما بني على اساس” غير دقيق” هو حتما “باطل” بحكم العلم و المنطق
أما الأن و بعد الحصول على المعلومة الدقيقة، دعونا نستبسر خيرا بالمستقبل ونفتح صفحة جديدة عنوانها المعلومة “الدقيقة” و “الثقة” بقدرات حكوماتنا الإقتصادية، دون إضاعة الوقت و الجهد ب “سوالف الفساد” الخيالية التي لا دليل عليها.
لذلك، و إيمانا منّي بأن كل فرد مسؤول عن كتابة سطر في الصفحة (اللي فوق إياها)، ادعو جميع رفاقي في المعاناة -المغتربين الذين تركوا بلدهم بحثا عن حياة كريمة -العودة الى أرض الوطن و المساهمة في النهضة الاقتصادية التي سيشهدها في مرحلة ما “بعد الإحصاء”.
أنا شخصيا سأترك التدريس في الجامعة التي أعمل بها و سأرجع الى ارض الوطن قريبا و أتقدم لشغل وظيفة مستشار “سوشال ميديا” في رئآسة الوزراء و سوف أجتاز اختبار الوظيفة و مقابلة اللجنة المختصة بنجاح و سأحصل على الوظيفة دون حاجة الى واسطة او توصية. عندها، سأتغنى بانجازات الحكومة الاقتصادية على الفيسبوك و تويتر و انستجرام و سناب شات (و إكس بوكس و بليه ستيشن فور كمان). الى حين العودة الميمونة، اعكف الأن على عمل دراسة موضوعية للمقارنة بين ال ” بنتلي” و ال “كورڤيت” و تحديد أيهما انسب لتضاريس عمان و أهيّب لوظيفة مستشار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى