سواليف
مرَّت علينا ذكرى ميلاد الأميرة ديانا، في الأول من شهر تموز/يوليو الجاري، إذ توجه الأميران ويليام وهاري إلى جزيرة “ذي أوفل” الواقعة في قصر ألثورب، التي تم فيها دفن والدتهما.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المكان محمي من أعين العامة منذ ما يزيد عن 20 سنة، وفقاً لما جاء في كتاب “الليدي ديانا، ميراث أميرة”، بحسب صحيفة Gala الفرنسية.
في الحقيقة، يعتبر هذا المكان أحد أكثر أماكن الملكية البريطانية سرية، حيث إنه لا يمكن سوى للأميرين ويليام وهاري ودوقة كامبريدج، كيت ميدلتون، بالإضافة إلى الأمير جورج والأميرة شارلوت والعائلة سبنسر دخوله، وهو تماماً ما حدث في الأول من تموز/يوليو الجاري، (الذي يصادف الذكرى السنوية لميلاد ديانا).
وتتردد الأقاويل بشأن نمو النباتات حول المكان، ما تسبب تقريباً في اختفاء قبر الأميرة ديانا، الذي أصبح لا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة القوارب (ذلك لأنه تم بناء جسر خشبي مؤقت للسماح بمرور نعش الأميرة، في السادس من أيلول/سبتمبر سنة ،1997 الذي تم حمله من قبل ثمانية جنود من فوج أميرة ويلز).
عموماً، تم تصميم الجزيرة الصغيرة التي تُدعى “ذي أوفل” وسط بحيرة “ذي راوند أوفل” على بعد 250 متراً شماليّ قصر ألثورب، الذي يمثل المنزل التاريخي للعائلة سبنسر منذ القرن 16، والواقع في نورثامبتون شاير وسط إنكلترا. والجدير بالذكر أن أميرة ويلز ترقد في ذلك المكان منذ 20 سنة، في ظل أشجار السنديان والصفصاف والقضبان تمثيلاً لرغبة شقيق الأميرة، الكونت تشارلز سبنسر.
من أجل حماية خصوصيتها
في الحقيقة، أراد الكونت حماية الأميرة ديانا من الانتهاكات التي قد تمس خصوصيتها، التي استهدفتها خلال حياتها، وبالتالي ستكون الأميرة بعيدة عن الأنظار بشكل لا يسمح بالوصول إليها.
من جانبه، كان الأمير تشارلز يفضّل أن تدفن زوجته السابقة في قلعة وندسور، إلا أن كلاً من الملكة إليزابيث الثانية والعائلة سبنسر رفضا الامتثال لرغبته. نتيجة لذلك، ترك الأمير لشقيق ديانا مهمة الاهتمام بتفاصيل الدفن، وفقاً لما أفادت به الكاتبة كاتيا ألبرت في كتابها الذي يحمل عنوان “الليدي ديانا، ميراث أميرة” الصادر عن مطبعة “فورس دوكيمنت”.
وفي السادس من أيلول/سبتمبر سنة 1997، أي يوم دفن ديانا، فُتحت أبواب قصر ألثورب خلال فترة ما بعد الظهيرة لاستقبال نعش الأميرة المغطى بالأزهار، ثم وقع استبدال الراية الملكية التي كانت تغطي النعش براية تحمل الألوان الأبيض والأحمر والذهبي الخاصة بالعائلة سبنسر.
وتجدر الإشارة إلى أن الحدث لم يسجّل سوى حضور أفراد العائلة، حيث وصل الأمير تشارلز وابنيه قبل ساعة من بدء المراسم على متن القطار الملكي، حيث كانوا لا يزالون تحت تأثير الصدمة، ليجلسوا ملتزمين الصمت في انتظار قدوم النعش. وفي ذلك الوقت، قال الكونت سبنسر إن “ديانا أصبحت الآن في منزلها” دون أن يتم التعليق عن هذه العبارة لتبدأ فيما بعد مراسم الدفن.
وفي الواقع، وريت الأميرة الثرى وبين يديها مسبحة الأم تيريزا، بالإضافة إلى بطاقات كانت قد كُتبت من قبل ابنيها، فضلاً عن بنات وأبناء شقيقها.
من جهة أخرى، اعتاد الأميران ويليام وهاري الذهاب إلى قبر الأميرة في الأول من تموز/يوليو، وفي 31 آب/أغسطس الموافق لتاريخ وفاتها. وغالباً ما اقترنت هذه الذكرى بزخم من العواطف، إلا أن دموع الحزن بدأت تتلاشى ببطء لتفسح المجال أمام الذكريات السعيدة.
وفي هذا السياق، قال الأمير هاري متحدّثاً عن الأميرة: “لقد مثلت مصدر سعادة لنا وللعديد من الأشخاص الآخرين، وأتمنى أن تظل تلك الذكرى مقترنة بها”.