#أحداث #الأردن و #حماية #مرمى #الوطن
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
أحداث الشغب المؤسفة و #الإحتجاجات التي تجري في #الاردن منذ بضعة أيام على خلفية زيادة #اسعار #المشتقات_النفطية تكاد تعصف بالمقولة الدارجة ميزة “الأمن والإستقرار” او “نعمة الأمن والأمان “كما يحلو لبعض السياسيين والعسكريين أن يسموها .
قد يبدوا للبعض ان #اضراب سائقي #الشاحنات ووسائط النقل العمومي هو اصل المشكلة التي عكرت وما زالت تعكر امن الاردن واستقراره ،ولكن الحقيقة هي ابعد واعمق من ذلك حيث ان مجمل التحديات الاقتصادية التي يواجهها #الوطن تشكل اساسا لما يحدث اليوم من شغب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة ومواجهة مع قوى الامن.
الوصفات التي يقدمها خبراء البنك الدولي والتي ترى ان لا مخرج من الازمة الاقتصادية الا بزيادة مستوى الايرادات بما يعادل ملياري دينارليغطي مجموع النفقات في الموازنة العامة أو تخفيظ النفقات العامة للتعادل مع مجمل الايرادات هي وصفات لثورارات ومصادمات بين الشعب والنظام السياسي.
هنا نود القول ان عامة الاردنيين لا يرون انفسهم شركاء للحكومة وللنظام السياسي في اتخاذ قرارات جوهرية تتعلق بمستوى واسلوب معيشتهم. فرغم وجود مجلس نواب منتخب ،ورغم الحديث الكثير عن حرية الرأي والتعبير ،ورغم الكلام الاستهلاكي عن الاحزاب والدعوة للانضمام لها وممارسة العمل الحزبي،ورغم تكرار الحديث عن المساواة بين الاردنيين امام القانون،ورغم الحديث المكرور عن الكفاءة في الاختيار للمواقع القيادية على المستويين السياسي والإداري ، فإن ما يحدث على ارض الواقع وما يشهدهه الناس وما يلمسه المواطن يشي بوجود هوة كبيرة يصعب جسرها بين منظروا الطبقة السياسية أو ما تصرح به على الاقل وبين ما يعيشه الناس ويرونة على الارض.
نحن ومن خلال دراستنا وتخصصنا في شأن الإدارة الحكومية ندرك ان الشان الاقتصادي يمكن ان يلعب دورا في تحقيق الامن والاستقرار والرخاء فقط عندما يواكبه ويتوازى معه إصلاح سياسي حقيقي يشعر به المواطن ويعزز دوره في الشراكة في عملية اتخاذ القرار وادارة شؤون البلاد والعباد.نعم الشراكة في تشخيص المشكلات واختيار الحلول الاقتصادية والسياسية للتحديات التي يواجهها الاردن. سائقوا الشاحنات ونقابتهم على سبيل المثال لا الحصر لم يكونوا شركاء ولم يتم مشاورتهم عندما رفعت أسعار المحروقات وهذا ينطبق على الصناعيين والتجاروالمصدريين ناهيك عن ان عامة المواطنيين غير مقتنعين بإجراءات الحكومة لا بل غير قادرين على تنفييذها وكما يقول المثل إذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع.ما حدث ويحدث مع قطاع النقل في الاردن يمكن ان يحدث ويتكررمع قطاعات المتعهدين والمقاولين والممرضين والحرفيين والمزارعين والمعلمين وغيرهم.
عودة الى البعد السياسي والذي اعتبره انه هو العامل المحرك لما يجري في البلد وان الجانب الاقتصادي ما هو الا انعكاس لعدم رضى الناس عن دورهم في الحياة السياسية وعدم ثقتهم بمؤسسات الدولة والقائمين عليها.بالله عليكم من يثق بالمتحدثين من النخب السياسية الذين هيمنوا على شاشات التلفزيون الاردني وقناة المملكة خلال الايام الماضية ومارسوا وعظهم ونصائحهم للادنيين علما بأن مخزون ذاكرة الناس عن تاريخ هؤلاء السياسيين وممالئتهم وتلونهم يلعب دورا مؤججا لمشاعر الناس.
من جانب آخر كيف يمكن لرئيس الحكومة استخدام لغة ومصطلحات التحدي من داخل قبة البرلمان وخارجها في تعامله مع آراء النواب والنخب السياسية؟كيف يمكن لرئيس الحكومة ان يمنع نواب الشعب”مع تحفظي على الانتخابات التي افرزت هؤلاء النواب” من دخول مبنى رئاسة الوزراء والايعاز لأمن الرئاسة بمنعهم من ذلك؟كيف يمكن للرئيس ان يتحدث بتلك اللغة المستفزة والفوقية في مجلس النواب ومن خلال الاعلام ويقرر ان الخزينة العامة ليس لديها ترف تحمل 550 مليون دينار فروقات دعم اسعارالمشتقات النفطية؟
الموازنة هي قانون وهي تمثل خطة مقترحة للحكومة وسياساتها للعام المقبل وصاحب الولاية في قبولها او رفضها او تعديها هو مجلس النواب الذي تمنع اعضاءه من مقابلتك لنقل هموم الناس واوجاعهم. لا اعلم سبب هذه الحدية (temperament) والصدامية(Confrontational Behavior) التي يتعامل بها رئيس الحكومة! . تعنت الرئيس وقرارات حكومته ولغة التحدي التي يستخدمها كلفت الاردن اكثر من 550 مليون دينار، واراقت دماء ابناءنا في القوى الأمنية ،وتكبد البلد خسائر كبيرة في مجال الصناعة والسياحة والنقل والتصدير ،والأهم من ذلك تعرضنا الى حركة عدم استقرار لم نشهدها منذ الاحداث المؤسفة عام 1989.
حارس المرمى يا دولة الرئيس وهو المسمى الذي احببت ان تشبه الموقع الحالي الذي تشغله (ويا ليتك لم تفعل) يقتضي ان تحرس مرمى الوطن من ركلات الخصوم وان تكون هدافا وصانع اهداف (Proactive) لا صانع أزمات . حكومة بشر الخصاونة في مهب الريح ولم يكن ختامها مسكا ولا عنبرا ،ولن يتذكرها الاردنيون الا من ضمن الحكومات التي كادت ان تعصف بالوطن واستقرار فلتذهب الحكومة ورئيسها الى حيث ألقت رحلها أم قشعم…..