أجمل #الرفعات لم تأتِ بعد
بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابوهزيم
من الرياض وبعد إنتهاء فعاليات قمة جده للأمن والتنمية بعث السيد الأمريكي الرئيس جو بايدن رسالة تطمين إلى الشعب الأمريكي مفادها أن #أسعار #المشتقات #النفطية ستبدأ بالإنخفاض خلال الأسبوعين القادمين ، وبالفعل نشرت وكالات الأنباء أخباراً مفادها أن سعر غالون البنزين ( 3.78 لتر ) قد إنخفض لما دون 4 دولارات في بعض الولايات الأمريكية .
على النقيض وعلى وقع إرتفاع أغلب السلع بنسب قد تصل إلى 100./. نتيجة عوامل متعددة ، أعلن الجانب الحكومي الأردني وبمنتهى ” الشفافية والوضوح ” !! عبر رسائل ” تطمين ” بعثها عدد من وزراء حكومة السيد بشر الخصاونة قبل عدة أسابيع للشعب الأردني مفادها بأن رفع أسعار المشتقات النفطية الذي بدأ من بداية شهر أيار الماضي ” وبنفس النسبة ” سيستمر حتى شهر تشرين أول القادم ، لتعويض ” مئات الدنانير ” تدعي الحكومة بأنها خسرتها من جراء تثبيت أسعار المشتقات النفطية منذ بداية العام الحالي .
ومن المفارقة بمكان أن أسعار المشتقات النفطية في امريكا أقل منها في الاردن ” لغاية تاريخه ” ، حيث وصل أعلى سعر للبنزين في امريكا للتر الواحد 1.37 دولار ، في حين بلغ سعر لتر البنزين اوكتان 90 في الاردن خلال شهر حزيران الحالي 1.40 دولار و 1.74 دولار لتر البنزين اوكتان 95 ، والحبل على الجرار .
النصيب السنوي للفرد من الناتج القومي الإجمالي في الأردن حسب بيانات البنك الدولي للعام 2020 بلغ 4310 دولار ، بينما تُظهر الأرقام الصادرة عن إحصاءات العمل الأمريكي في الربع المالي الثاني من العام 2021 متوسط دخل الفرد في امريكا 51480 دولار سنوياً . ومن هذه المقاربة بين الإمكانات المتاحة لكلا المواطنين من عوائد إقتصاد بلديهما ، نجد أن دخل المواطن الأمريكي السنوي يزيد عن دخل المواطن الأردني باكثر من 12 ضعف ، ومع ذلك أسعار المشتقات النفطية في الأردن أعلى منها في أمريكا كما أسلفنا ، عن أي إستثمار وتنافسية ونمو إقتصادي وصناعة وزراعة وتجارة وخدمات وتنمية للأرض والإنسان ” بشرنا به ” الإعلام الرسمي للحكومات المتعاقبة منذ عقود .
تصريحات متضاربة لعدد من الوزراء تُبرر الزيادات السابقة واللاحقة على المشتقات النفطية بإستثناء ” جرة الغاز ” ، حيث تباينت كُلف تثبيت أسعار المحروقات منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر نيسان ” بحسب التصريحات ” بين 180 مليون دينار إلى 450 مليون دينار ، وقد بررت في حينه لجنة تسعير المشتقات النفطية في وزارة الطاقة والثروة المعدنية بأن تثبيت الأسعار جاء بتوجيهات من الحكومة ، ليتضح من الزيادات ” الجريئة ” المتلاحقة من بداية شهر أيار وما بعد من أن للحكومة ” دين ” برقبة المواطن الأردني وحان وقت السداد حتى لو إنخفضت أسعار النفط عالمياً ، على الرغم من إنخفاض النفط عالمياً بواقع 20./. والبنزين 08./. ، لنحو شهر بحسب خبراء نفطيين محليين .
حكومة السيد بشر الخصاونة مثل من سبقها من الحكومات الأردنية المتعاقبة قراراتها ليست شعبوية على ” حد تعبيرها ” ، وهي صادقه فيما تقول لأنها لم تأتي برغبة شعبية ، ولم تولد من رحم المعاناة عبر صناديق الإقتراع ، ولا تملك خطط وإستراتيجيات مسبقة لتطبيقها على أرض الواقع ، بل نزلت على الدوار الرابع بالبرشوت بولاية تتنازعها جهات متعددة ، وكغيرها من الحكومات السابقة يقع على عاتقها تبرير الفعل أكثر من صناعته على الأغلب ، وبالتالي جميع الحكومات المتعاقبة يقع على عاتقها ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية ، والمعاناة اليومية للمواطن في توفير سبل عيش ، وحياة كريمة له ولأسرته .
قواعد إشتباك الحكومات الأردنية المتعاقبة مع قضايا الوطن والمواطن يلفها الغموض والتذاكي ، فمنذ حكومة إتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني مروراً بحكومة الدفع قبل الرفع ، وحكومات بيع مقدرات الوطن وقوانين الجباية والكازينو ودبي كابيتال ودعم المحروقات وخفض الضريبة على البولابيف والزواحف ، وصولاً لحكومة النهضة لصاحبها كابتن ” الطائرة الخربانة ” والمواطن الأردني ينتظر الخروج من عنق الزجاجة لتستمر المسيرة .
هذه حكومات المملكة الأردنية عليها السلام .
سلام على حكومات المملكة الأردنية الهاشمية .
حمى الله #الأردن وأحة أمن وإستقرار . وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
ناشط وكاتب أردني