أبيات شعرية، تحمل أدب اللغة وبلاغة التعبير

أبيات شعرية، تحمل #أدب_اللغة وبلاغة التعبير
#موسى_العدوان
الأبيات التالية اخترتها من #قصيدة ثمانينية بعنوان ” يا ليت عمان تدري مَنْ محبيها “، للشاعر #أسامه_المفتي ( #راهب_القلعة ) رحمه الله، والتي أرسلها إلى #الملك_حسين طيب الله ثراه، إثر اعتقاله في أواخر السبعينات، ولم يعلن عن كاتبها في حينه.
يا صاحِبَ البَسْمَةِ الصَّفراءِ هَلْ عَلِمَتْ **
مُخَابَرَاتُكَ أَنَّ الظُلْمَ يُرْديْهَا ؟!
تَضَخَّمَتْ هذِهِ وَ اسْتَسْمَنَتْ وَ رَبَتْ **
كَلاحِمِ الطَّيْرِ ضَافِي الرِّيْشِ زَاهِيْهَا
أنَا المُوَاطِنُ مَقْمُوعٌ وَ مُتَّهَمٌ**
فِي شَرْعِهَا وَ كَأَنِي مِنْ أَعَادِيْهَا
ما دَرَبَتْنِي عَلَى حُبِّ البِلادِ وَ لا **
حَرْبَ الفَسَادِ وَ زُمَراً أَنْتَ تَحْمِيْهَا
قَد لَقَّنَتْنِي تَعالِيمَ الوَلاءِ لَكُمْ **
مَا أَرْهَقَ الأُذُنَ إيْعازاً وَ تَوْجِيْهَا
وَ دَرَّبَتْنِي عَلَى شَكْلِ السُجُودِ لَكُمْ **
وَ كَيْفَ أَرْكَعُ .. عارِي السَّاقَ جَاثِيْهَا
حَتَّى انْحِنَاءَةَ ظَهْرِيْ لا أُقَرِّرُهَا **
فَلَسْتُ حُرّاً بِجِسْمِي كَيْفَ يُبْدِيْهَا
وَ مَا تُسَّيِرُ أَفلاكَاً وَ لَا قَمَراً ! **
بِأَمْرِكَ !!….. رَبُّ الكَوْنِ مُجْريْهَا
حاشَاكَ رَبِّي الَهَ لا شَرِيْكَ لَهُ **
فَهُوَ المُمَيَزُ فَوْقَ الخَلْقِ تَنْزيْهَا
ما أَنْتَ إِلاّ أَخاَ .. قَدْ طَابَ مَعْدِنُهُ **
جَمُّ الشمَائِلِ .. في بُرْدَيْكَ تَحْويْهَا
ما أَنتَ مِن نَسلِ فِرعَونٍ يُعَبِّدُنَا **
وَ لا مَسيخُ دِجَالٍ .. شاءَ تَأليها
عِبادَةُ الفَرْدِ هَذِي أَسْقَطَتْ أُمَماَ **
عِبْرَ العُصُورِ وَ كَانَتْ مِنْ مَآسِيْهَا
كِلابُ أَمنِكَ جَرَّتْنِي بِأَقْبِيِةٍ **
لِجَوْفِ زِنْزَانَةٍ هَاجَتْ أَفَاعيْهَا
فيْهَا رُطُوبَةُ تابُوتٍ وَ ظُلْمَتُهُ **
فَكَيْفَ أَحْيَا عَزِيْزَ النَفْسِ هَانيْهَا ؟
يا صَاحِبَ الأَمْرِ مَا جَسَدِي بِمُحْتَمِلٍ **
لَسْعَ السِّياطِ .. وَ لَا رَكَلاتِ نَعْلَيْهَا
وَ يُوْلِمُوْنَ بِأَفْرَاحٍ عَلَى جَسَدِي **
وَ يَشْرَبُونَ دَمِي فيْ اللَّيْلِ تَرْفيْهَا!
وَ يَرْكِلُونَ خَصَى مَنْ شَارَ فِيْ رَأْيٍ **
أَوْ فَاهَ فِيْ كَلِمٍ .. صَحَّتْ مَعَانيْهَا
مَوْلايَ يَا صَاحِبَ القَلْبِ الكَبيْرِ أَلَا **
تَدْريْ بِذاكَ ؟ وَهَلْ حَاكَمْتَ خَاصيْهَا ؟
فَمَا انتَسَبْتُ لِحِزْبٍ ضِدَّ دَوْلَتِنَا **
وَ لَا حَمَلْتُ سِلَاحاً ضِدَّ أَهْلِيْهَا !
هَاتِ اعْطِنِي”سَيِّدِي” حَقَّ الحِوَارِ وَ خُذْ **
مِنِّي مُوَاطَنَةً . . بِالرُّوْحِ أُسْديْهَا

  • * *
    التاريخ : 18 / 11 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى