أبو ندهتين
#المختار مثقال رجل يعتبر وجهاً لعشيرته وأهل قريته وها هو يجهز نفسه للذهاب لسوق #المدينة التي لا يزورها إلا للضرورة الملحة بحيث لا تتعدى زياراته لها بثلاث أو أربع زيارات سنوياً .
وصل #السوق وبدأ بالتجوال بين #الباعة والمحلات باحثاً عن احتياجاته ، وبينما هو يفاصل أحد الباعة على سطلية دبس غافله أحد الزعران وخطف المحفظة من بين يديه وفر هارباً . المسكين مثقال لا يستطيع اللحاق به بسبب مشاكل في مفاصل الركب واكتفى بتتبع اللص بنظره ولكن #اللص سرعان ما اختفى وتوارى عن الأنظار بين الزحام .
عاد مثقال للمحل الذي كان واقفاً أمامه وسأل للبياع عن ذلك اللص
مثقال : حريق هالحُرسي شلون غافلني وغفط هالقريشات منّي ، أنت بتعرفه خيوه لهالغظيب ؟
البياع : لا والله يا عم أول مرة بشوفه
مثقال : طيب وشو بدي أسوي هسع ! ابن هالحرام والله شده بالي
البياع : بتقدر تروح على المغفر تشتكي عليه
مثقال : أي هو أني تاع مخافر ، أني مثقال أبو ندهتين تالي عمري أصير داير عالمخافر !
البياع : ما فيها إشي عمي أبو ندهتين ، #الشرطة بتوخذ أقوالك وبعدين هم بدوروا عالحرامي وبجوز يلقطوه بساعة الساعة ويرجعوا لك مصاريك عمي أبو ندهتين
مثقال : يجازي بلايشيك ولك أنت عارف شو ندهتين
البياع : أكيد أسم البِكر عندك
مثقال : عليه العوظ ومنه العوظ بخاطرك خيوه .
غادر مثقال السوق متوجهاً لموقف الباصات وهو يحدث نفسه قائلاً : طيب شلون بدي أطلع بالباص وما معيش أجار الطريق ، يا حبيبي وإذا الدور كان لباص مفضي المقحمش ودري بالسولافة والله غير يخليني عُزرة بالقرية ، ها ها لقيتها بقول له اشتريت بكل المصاري وما ظلش معي ولا قرش ، ئي وبجوز يسألك يا مثقال وين الغراظات اللي اشتريتهن ؟ أنداري والله سولافة طرمة عزارة وعليها شهود ، أني مثقال أبو ندهتين هيتش يصير بيّ . لا حول ولا قوة إلا بالله ، وكلت أمري لله . وبينما هو متوجهاً ومنشده البال وإذ بصوت ينادي : مختار … مختار … تشانك مروح عالقرية إطلع معي . صاحب الصوت كان رسمي صاحب البكم الأزرق .
ملاحظة : الندهتين هما صفتي الصدق والأمانة وكان الناس يطلقوا لقب ( أبو ندهتين ) على الشخص ذو المكانه المرموقة والمتميزة بين ربعه .