أبطال غــزة وشُهداؤها يُحاكون أهـل بـدرٍ وأُحُــد

#أبطال #غــزة وشُهداؤها يُحاكون أهـل بـدرٍ وأُحُــد
الأستـاذ عبد الكريـم فضلـو عقـاب العـزام

بعد أن أصبحنا نعيش فرقة العرب في الجاهلية، وتشتُّـت فكرهم، وأصبحنا دويلاتٍ مثل أيام الطوائف في الأندلس.
وبعد أن تقطّعت الروابط التي تجمعنا؛ فأصبح الواحد منا لا يشعر بأي صلة أو رابطٍ حتى مع أخيه فكيف بالدولة مع الدولة في الوقت الذي صرنا نجد الغرب ينتظم بتكتلات، وأحلاف ، وروابط تتميز بوحدة الأهداف والمصالح.
في هذا الزمن الرديء تنمّر علينا أفسد الخلق وأضعفهم ، وفتحنا شهيّتهم على ابتلاع أرضنا ونهب مُقدراتنا، وقتل شيبنا وشبابنا ونسائنا ، ولجم أفواهنا؛ إلى أن صرنا أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام.
لمَّا رأونا كذلك تمادوا إلى درجة التدخل في ديننا ومعتقداتنا ، فتطاولوا في #فلسطين على مساجدنا وكنائس إخواننا في الدم والمصير.
عندما رأى #اليهود حال العرب بهذا السوء، وأنَّ هذه فرصتهم ليحققوا كل أهدافهم، وأن يحاسبونا #مسلمين ومسيحيين على أنَّ كل منّا يؤمن بدينٍ غير دينهم، وهم المعروفون بالتعصُّب وقتل الأنبياء. عندما رأونا ضعفاء أرادوا إغلاق مساجدنا وتحويلها إلى كُنُس (كما يطمعون بذلك في الأقصى) وأرادوا أن يمنعوا صلاة إخواننا النصارى وزيارتهم لكنيسة المهد والقيامة.
في هذا الزمن الذي يتغنى فيه العالم كله بحقوق الإنسان نجده يستثني من هذه الحقوق (العرب بعامة والفلسطينيين بخاصة) فلا حقوق لهم إلا ما يمنحه لهم الغرب واليهود، ولا سُلطة لهم إلا بما لا يتعارض مع سلطتهم ولا مال أو موارد لهم إلا ما يجعلهم يعيشون على الكفاف.
هذا الواقع ألِفَـه أغلب العرب و صاروا يتعايشون معه، ولكن الغريب والعجيب هو ظهور فئة قليلة من هذه الأمة ليسوا من أصحاب الجاه، وليسوا من أصحاب المال، محاصرين في قمقم، فئة تعلن تمرّدها على هذا الواقع الأليم والمر. فوجدناها تقتطع من قوت يومها وتبني ما تستطيع من قوة، ووجدناها تبني أنفساً مملوءة بالإيمان والعزيمة و تتشبث بحقوقها وحقوق الأمّة مهما كبرت أو صغرت.
إنهم أهل غزة.
في عشرين عاماً خاضوا ثلاثة حروب، يُواجهون فيها واحداً من أقوى جيوش العالم. وهم يعيشون على الجوع وضيق ذات اليد والحصار من العالم كلّه.
هذه غزة:
التي صار الجوع رفيقها،
والتي صار العطش يُجفف حلوق أطفالها ونسائها،
والتي صار الموت و عزرائيل جليسها.
ولكنها الوحيدة التي ترفع رأسها تُطاول عنان السماء، تسأل الله النصر أو الشهادة.
تُـرى ماذا نقول أمام ما تفعله غزة وأهلها؟
هل ينقص العرب المال؟ هل ينقصهم الرجال؟ ماذا ينقصهم؟
إنّ هذا حُجة لغزَّة علينا في الدنيا.
لو تسألنا ستجدنا نصمت أمامها صمت أهل القبور.
لكن الحساب الأعظم والذي عواقبه سرمدية لا تنتهي هو عندما يحاسبنا الله يوم القيامة أمام غزة وأهلها، عندما يخاطبنا سائلاً ماذا قدمتم لغزة وهي تدافع عن مسرى نبيي محمد؟ ماذا قدمتم لغزة وهي تدافع عن كنيسة عيسى وأمه مريم؟
ستجدنا يومها مطأطئي الرؤوس ننظر إلى الجنة عن يميننا و جهنم لها زفير عن شمالنا .
و سنرى أهل غزة كنجوم السماء يقفـون تحت ظلال الرحمن يلبسون أكفانهم المضرّجة بالدماء متباهين بها، يجرُّونها لِتُغسل و تُعطَّر بأنهار الجنَّـة، يأكلون ممَّا وعدهم الله ويشربون مع رسوله.
إنها ساعةٌ عظيمةٌ لهم،
وساعةٌ عظيمةٌ علينا.
هنيئاً لك يا غزة و هنيئاً لكم يا أهل غزة ثباتكم وصبركم وبشراكم من الله ” وبشّـر الصابرين “
الكاتِــب:الأستـاذ عبـد الكريــم فضلـو عقـاب العـزام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى