أباطرة الفساد في الجامعات الأردنية

#أباطرة #الفساد في #الجامعات_الأردنية

الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة

#الفساد في #الأجهزة_الحكومية ظاهرة ملعونة ولكنها أضحت مألوفة يتحدث بها القاصي والداني والموظف والمراجع وكل يدلي بدلوه بما يسمع ويرى عن ترهل إداري ونزيف في المال العام أورثنا ما أورثنا من مديونية ووضع مالي واقتصادي على وشك الانهيار وتآكل في #مدخرات #المواطنين وارتفاع غير مسبوق في مستويات #الفقر و #البطالة و #المديونية#الجامعات الحكومية ليست بمنأى عن هذه الأوضاع وعن استشراء الفساد بأشكال وطرق تسيء إلى سمعة مؤسساتنا الأكاديمية وتنزع ليس ثقة العاملين فيها فحسب بل وثقة طلابها وثقة المجتمع بشكل عام.والمؤسف أن قيادات بعض هذه الجامعات تمارس الفساد والمحسوبية في شتى مناحي العمل الأكاديمي والإداري دون أن تترك عليها أي ممسك قانوني أو ثغرة يترتب عليها أي مسؤولية إدارية أو قانونية. بعض الرؤساء يعينون ابنائهم ومعارفهم وأصدقائهم في مواقع هم غير مؤهلين لها ويبتعثون محاسيبهم في بعثات دراسية تكلف خزينة الجامعة أكثر من مائة وخمسون ألف دولار والأدهى من ذلك أنهم يقومون بهذه الممارسات دون وجل ويتحدثون عن إنجازات وهمية مزعومة ويتسترون على فسادهم بأنها قرارات مجالس عمداء سابقة …بعض رؤساء الجامعات يدعون بأنهم يكلمون الجن وبعض نوابهم يدعون انهم لا ينطقون عن الهوى ويشنفون آذآن رؤسائهم بالمديح لا بل فقد وصف احدهم رئيس الجامعة بأنه فيه اخلاق صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم!

اما قصة البحث العلمي والدراسات العليا في جامعاتنا فهي اكثر مأساوية واشد مرارة فالسرقات العلمية(plagiarism) مستشرية من قبل الطلبة وبعض المدرسين،واستكتاب الرسائل الجامعية وبحوث بعض الاساتذة مقابل الاجر المالي تتم على نطاق واسع،ولاجل ذلك نشأ وترعرع قطاع كبير من البزنس والمكاتب التي تقدم خدمات كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه وبحوث للأساتذة وبعض هذه المكاتب تمارس عملها غير النبيل امام مقار الجامعات وفي فنائها الخلفي ولا يحرك رؤساء الجامعات ومجالس امنائها ساكنا بحق هذه المكاتب التي تنسف عمل الجامعة وتفسد ركنا ركينا من اركان البحث العلمي وغاياته.

مقالات ذات صلة

والسؤال المطروح ما دور مجالس الأمناء في الرقابة على ممارسات رؤساء الجامعات وسفرهم ومياوماتهم وسياساتهم وتعييناتهم وبطرهم وتعسفهم وتجبرهم بالعاملين.؟العجيب أن ترى أن رؤساء مجالس الأمناء لا يحركون ساكنا لا بل يتنطعون للدفاع المستميت عن رؤساء جامعات فسادهم واضح وأدائهم فقير وإدارتهم تسير على نهج أعطه ألف درهم يا غلام.

مجالس أمناء الجامعات الأردنية قصة فشل واضح ولم نسمع بأن هذه المجالس استطاعت أن ترفد موازنة الجامعة بقرش واحد من خلال علاقات رؤساء المجالس وأعضائها، والحقيقة أن هذه المجالس مكلفة وتشكل عبئا على الجامعة ورئيس الجامعة يلبي رغبات رئيس الجامعة. تجربة مجالس أمناء الجامعات بحاجة إلى إعادة تقييم ومراجعة حيث لا نرى استثمارا في خبرات هذه المجالس ولا يسأل رؤسائها وأعضائها في قضايا تطوير التعليم والبحث العلمي في الجامعة.

أباطرة الفساد في الجامعات الأردنية لا يقتصرون على الرؤساء بل يشملون نواب الرؤساء والعمداء وبعض المدراء الاداريين حيث أن الرئيس عادة يأتي بالأشخاص الذين لا يألون جهدا في مدح الرئيس والثناء على عبقريته المزعومة وكل منهم يشكل صورة مصغرة لرئيسه في دائرته ووحدته . فاحد نواب الرئيس في جامعة رسمية يسرب معلومات خاطئة عن جامعته للصحافة الصفراء مناكفة بزميل له… وأحد العمداء على سبيل المثال يرجوا الرئيس الجديد الذي يريد إلغاء قرار سابق لمجلس العمداء في عهد رئيس سابق يرجوه بأن يؤجل ذلك لفترة معينه حتى لا يخسر العمداء ماء الوجه أمام زملائهم؟ مريع ما ترى من نفاق وتلون وتزلف وانعطاف في المواقف عند استلام رئيس جديد للجامعة من قيادات الرئيس المنتهية ولايته ؟حقا إنه شيء يثير الشفقة والحزن للمدى الذي آلت إليه الأمور في جامعاتنا المنهارة مالية والمترهلة إداريا والمتراجعة أكاديميا والتي لا تعير مجالس أمنائها بالا لما يدور في أروقة هذه الجامعات . مجالس الأمناء أصبحت عبئا ثقيلا على الجامعات وهي لا تفعل خيرا كثيرا لها، لا بل اصبحت بعض مجالس الأمناء إحدى أدوات الفساد والإفساد في المؤسسات التي اؤتمنت عليها.
توسمنا خيرا باستلام الصديق الدكتور وجيه عويس مهام وزير التعليم العالي وتوقعنا منه ان يترجم كثيرا مما كان يدعوا اليه ومما تضمنته الاستراتيجية الوطنية للموارد البشريه التي اشرف هو شخصيا مع ثلة من الخبراء في شؤون التعليم العالي على جهود اعدادها ولكن للاسف فإن الانجاز متواضع ويبدوا انه انشغاله بشؤون التربية والتعليم قد غير اهتماماته او انها السياسة التي تخطف الابصار وتغير الافكار.
لم تعد هناك جهة في الأردن نناشدها بالاهتمام بالجامعات فقد ناشدنا الملك والحكومة والنواب ولم نرى جديدا لغاية الآن إلا الكلام والفساد ينتشر في الجامعات والتردي يتفاقم والاباطرة مستمرون في غيهم ولا رقيب ولا حسيب ولا حول ولا قوة الا بالله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى