تظاهر آلاف #الفرنسيين بالعاصمة #باريس احتجاجا على غلاء #المعيشة، بالتزامن مع استمرار عمال #مصافي التكرير في إضرابهم عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور، وهو ما تسبب في وقوف طوابير طويلة من #السيارات أمام محطات #الوقود.
وقد دعا إلى #مظاهرات اليوم، التي تأتي أيضا للتنديد بعجز الحكومة عن معالجة ملف تغير المناخ، تيار اليسار المعارض لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكانت #الشرطة قد أعلنت، في وقت سابق، أنها تتوقع أن يشارك في هذه #الاحتجاجات ما يصل إلى 30 ألف شخص من جميع أنحاء فرنسا بالاحتجاجات.
وقال منظمو مسيرة اليوم إنها تشكل استكمالا لجهود الاتحاد العمالي العام، ومن جانبها عبرت الشرطة عن مخاوف من “قدوم أشخاص عنيفين من اليسار المتطرف ومن ذوي السترات الصفراء المتطرفين الذين يرغبون في الإخلال بالمظاهرة”.
وقال مسؤول أمني “تم تحذير المنظمين من هذه المخاوف”.
Left-wing alliances stage protest on inflation and climate, in Paris
مظاهرات اليوم جاءت بدعوة من تيار أقصى اليسار المعارض للرئيس ماكرون (رويترز)
مطالب المتظاهرين
وتتلخص مطالب متظاهري مسيرة الأحد في 5 نقاط هي التقاعد في سن الستين، زيادة الأجور، مساعدة للاستقلال المادي تبلغ 1100 يورو للشباب، تجميد الأسعار، فرض ضرائب على الأرباح الفائقة والتحول البيئي.
وقالت مانون أوبري، النائبة عن حزب “فرنسا الأبية”، وهو حزب أقصى اليسار، أمس “الارتفاع في الأسعار لا يطاق. إنه أكبر خسارة في القوة الشرائية منذ 40 عاما.. حان الوقت لإعادة توزيع المليارات التي تتراكم في قمة الصناديق الكبيرة، على أولئك الذين يكدحون”.
وقد سار زعيم تيار أقصى اليسار جون لوك ميلونشون (وزعيم حزب “فرنسا الأبية”) رافعا قبضته إلى جانب آني إرنو الحائزة على جائزة نوبل للأدب على رأس المظاهرة التي بدأت بتأخير طفيف عند موعدها.
وقالت النائبة عن “فرنسا الأبية” كليمانس غيتي “هناك شيء ما يستيقظ وهذه إشارة جيدة جدا” مشيرة إلى أن المظاهرات بمثابة “استعراض للقوة”.
ورفعت خلال المسيرة لافتات كتب على إحداها “موجة حر اجتماعي، الشعب متعطش للعدالة” بينما حذرت أخرى من أن “التقاعد جيد لكن الهجوم أفضل” في إشارة إلى إصلاح نظام التقاعد الذي تريده الحكومة ويرفضه اليسار.
وتأتي احتجاجات باريس في وقت يواصل فيه عمال مصافي التكرير إضرابهم إثر الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الأجور مع نقابة العمال المضربين.
وتوقفت عن العمل 4 مصاف من أصل المصافي السبع، فضلا عن مستودع للوقود جراء إضراب العمال. كما لوحت بعض النقابات المضربة بالمنشآت النووية التابعة لشركة الكهرباء بتصعيد إضرابها وتوسيعه، ليشمل الإبطاء في وتيرة عمل المفاعلات المستغلة حاليا في إنتاج الكهرباء.
وقبل كلمة منتظرة لرئيسة الوزراء إليزابيت بورن، وجه وزير الحسابات العامة غابريال أتال انتقادات إلى “مسيرة مؤيدي عرقلة البلاد” في إشارة إلى إضراب يشنه عمال مصافي ومستودعات شركة توتال منذ نحو 3 أسابيع، مما أدى إلى نقص في الوقود أثر سلبا على العديد من القطاعات الاقتصادية.
وانتقد أتال استمرار الإضراب في المجموعة النفطية رغم التوصل إلى اتفاق يشمل الأغلبية، وأكد خلال مقابلة تلفزيونية “حق الإضراب موجود بالتأكيد، لكن في لحظة ما يجب أن تبقى البلاد قادرة على العمل”.
وأضاف “الأمر المؤكد أن هناك عددا قليلا من النقابيين الذين يعطون أحيانا انطباعا بأنهم يجلسون على مصالح الملايين من الفرنسيين” مشيرا إلى أنه “من غير المقبول أن يستمر التعطيل بينما وقعت اتفاقات أغلبية لتحسين الأجور بالشركات”.
وينص مشروع الاتفاق على زيادة شاملة في الأجور بنسبة 7% من بينها 5% للجميع والباقي قد يختلف من شخص إلى آخر. كما ينص على مكافأة قدرها راتب شهر واحد يبلغ في الحد الأدنى 3 آلاف يورو وعلى الأكثر 6 آلاف، لكن الاتحاد العام للعمال يواصل المطالبة بـ 10% “مقابل التضخم إلى جانب تقاسم الأرباح” التي حققتها شركة النفط وبلغت ما قيمته 5.7 مليارات دولار للفصل الثاني وحده من العام.
ويعتزم الاتحاد مواصلة حراكه حتى الثلاثاء المقبل يوم “التعبئة والإضراب” لمختلف القطاعات الذي دعت إليه أيضا عدة نقابات. وتمهيدا لهذا التحرك، أطلقت دعوات إلى “إضراب عام” لا سيما في مجال النقل والخدمة العامة.
فيما استمرت طوابير السيارات الطويلة أمام محطات الوقود في العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى بسبب استمرار إضراب العمال في مصافي التكرير، إثر الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الأجور مع نقابة العمال المضربين.
وتعهد عمال مصفاة فرنسية ومستودع للوقود في 5 مواقع تابعة لمجموعة “توتال إنيرجيز” (Total Energies) مواصلة الإضراب اليوم السبت، مما يفاقم المخاوف حيال إمدادات البترول قبيل احتجاجات أوسع مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل.
وخرجت 4 من مصافي فرنسا السبع ومستودع واحد عن الخدمة، بعدما رفض الفرع النقابي للاتحاد العام للعمل في شركة “توتال” مقترحات الإدارة، وأكد مواصلة الإضراب في جميع مواقع العمل في مصافي تكرير النفط، ومنشآت التخزين التابعة للشركة.
والتحق عمال مصفاتي شركة “ليبريزول” (Lubrizol) قرب مدينة لوهافر في شمال غربي البلاد، وفي مدينة روان، بالعمال المضربين في شركتي “توتال” و”سافران ناسيل” (Safran Nacelles).
ولوحت بعض النقابات المضربة في المنشآت النووية التابعة لشركة الكهرباء الفرنسية (EDF) بتصعيد إضرابها، الذي كان مقتصرا حتى الآن على التخفيف من سرعة أعمال صيانة المفاعلات المعطلة والمطلوب وضعها في نطاق الخدمة قبل بداية الشتاء.
كما لوحت بتوسيع مظاهر الإضراب إلى الإبطاء في وتيرة عمل المفاعلات المستغلة حاليا في إنتاج الكهرباء، واستعمال ذلك ورقة ضغط إضافية على الإدارة، لحملها على الاستجابة لمطلبهم بزيادة الرواتب بنسبة 5%.
ويشمل الإضراب لدى شركة كهرباء فرنسا المنشأة النووية الأهم في البلاد، وهي محطة “غرافولين” (Gravelines) الواقعة في الشمال الفرنسي.
ترشيد الطاقة
وفي محاولة لوقف ارتفاع أسعار الطاقة، ضاعفت الحكومة الفرنسية الدعوات إلى ترشيد الطاقة في الأسابيع الأخيرة.
وأكدت الحكومة أن الهدف هو خفض إجمالي استهلاك الطاقة بنسبة 10% في العامين المقبلين، مقارنة بعام 2019. وتشمل التدابير الرئيسية الدعوة لتقليل التدفئة والإضاءة، وتشجيع العمل عن بُعد في الإدارات.
وتنطلق اليوم كبرى سلاسل المحال التجارية الفرنسية في تنفيذ تدابير لترشيد استهلاك الطاقة، ويشمل ذلك سلاسل مثل “لوكلار”، و”كارفور”، و”كازينو”، و”بيكار”، و”أوشان”، وغيرها.
وتتمثل الإجراءات في إطفاء اللافتات الدعائية الضوئية ليلا بمجرد إغلاق المحال، وخفض الإضاءة بمقدار النصف في ساعات الصباح، وبنسبة 30% خلال ساعات الذروة.
وتشمل الإجراءات التقشفية أيضا خفض درجة حرارة أجهزة التدفئة في الشتاء، إذا طلبت السلطات ذلك.
تظاهرات واسعة في #باريس.. مواجهات بين الشرطة ومحتجين على الغلاء وأزمة الوقود#فرنسا pic.twitter.com/SLHv4rEd5G
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 17, 2022
"جنون الأسعار" و"نقص الوقود" يفجران ثورة الجياع في فرنسا! #فرنسا pic.twitter.com/uhKDWN4u5Z
— ﮼سامي ﮼قاسمي sami kasmi (@SamyKasmiSKY) October 16, 2022
تصاعد الاحتجاجات في فرنسا بسبب غلاء الأسعار وأزمة الوقود. pic.twitter.com/galAzBvMRu
— فهد الغفيلي (@fahadlghofaili) October 16, 2022