آفة؛ تودي بالنساء إلى الحافّة

#آفة؛ تودي بالنساء إلى الحافّة

بقلم/ #مروى_الشوابكة

الحمد لله سابغ النعم، دافع النقم، والصلاة والسلام على نور الهدى، معلّم البشرية ما يهديها إلى طريق الحق وصراط مستقيم، وبعد:

فإنني ملأى بالحزن الشديد لما آلت إليه الغالبية العظمى من النساء، سواء الملتزمات أم غير الملتزمات، مع شديد احترامي لهن جميعا.

مقالات ذات صلة

تعج الفوضى في هذا الزمان، وتكثر الفتن، ليميز الله -تعالى- الخبيث من الطيّب، وتنجرّ نساء المسلمين وراء الغرب، بما يبعدها ويشتتها عن مهمتها الأولى وهي تربية جيل صالح، هذا الجيل الذي يرى أمّه قدوة له، ويتعلم منها ما يراها تفعله، ومع الأسف الشديد، لا يرى من والدته إلا اجترارها وراء الشبهات أو الشهوات؛ أو كليهما معا، تتابع أدوات التواصل، وتحاول التشبه أو التقليد بما يُفعل تِباعا، سواء في اللباس والتعري، أو عدم طاعة الزوج، أو في المأكل والمشرب، أو في بعض العادات والتقاليد التي تسيء للمجتمع الإسلامي والعربي.

ولا غرو؛ فالدنيا تنثر سمها على هيئة مسك وعنبر، فتلدغ إحداهن، ثم تغترّ بها، من تبيع شيئا من دينها بعَرَضٍ من دنياها.

صارت تنادي بالتحرر، وعدم طاعة الزوج، وتخلت عن أمهات المؤمنين، واتخذت قدوة من السافرات وربما تكون من الكافرات، زاعمة أن هذا من مواكبة الحضارة، والحضارة منها براء.

ولقد انتشرت في المجتمع عادات وتقاليد، بعيدة كل البعد عن الدين والعُرف، مما أدى بغالبية النساء إما المطالبة بالطلاق، أو أنها تطالب بمساواة الرجل في واجباته، مما أدى أنْ منعته حقوقه أو شيئا منها، أو زيادة تكاليف المعيشة عليه، أو تطالب بالحرية، ولا أدري كيف تطالب بالحرية وهي محررة أصلا شرعا وعُرفا؟! أو أنها تقارف شِيما ليست من شيمها، وأصبحت وأضحت وأمست تمارس عادة هي من أكبر آفات العصر، تمارسها داخل المنزل أو خارجه، ولا تأبه إن كان زوجها معها أو لا!؛ بل لا تأبه لمن يراها، والأدهى والأمر من هذا، تنشر صورها وهي تمارس هذه الآفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنها فعلت شيئا يستحق النشر والفخر، وتنازلت عن حجابها الشرعي وحيائها وأنوثتها.

ولا ننكر وجود طائفة لا زالت تعض على دينها وأخلاقها بالنواجذ، رغم النهر الجارف الذي يحيط بها، بما فيه من دَنسات ولوَثات، فسلوا الله تعالى لها الثبات في زمن المتغيرات.

وختاما اعلمي -رحمك الله تعالى- أن هناك من يسعى لاجترارك، ثم يجعل الدائرة تدور عليكِ، فاحذري وعِي أنك عماد المجتمع، فإذا صلحتِ صلح المجتمع كله، وإذا فسدتِ فسد المجتمع كله.

وأنوّه إلى أن المرأة إن لم تنتبه وتعي ما يحصل لها، فقد ضاعت وضيعت أجيالا؛ بل أُمما، فاستيقظي من غفلتك، وارعي شؤون دينك وزوجك وأبناءك، واجعلي نُصب عينيك “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.

هذا والله أعلم، ونسبة العلم إليه أسلم، والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى