آخ يا القهر !!! / سهير جرادات

آخ يا القهر !!!
أي قهر هذا الذي يلاحقنا؟! فمن ضيق ذات اليد، إلى تفشي البطالة والفقر والجوع، بين صفوف الشباب، الذين تلاشت أحلامهم وآمالهم في الحصول على مقعد جامعي، أو عدم قدرتهم على دفع الأقساط المرتفعة، وفقدان فرص العمل في المؤسسات، التي استشرى فيها الفساد، ومنها ضياع الأمل في الحصول على عقد عمل خارجي، بعد تدهور الأحوال الاقتصادية في الدول الخليجية .
آخ يا القهر! ونحن ننتظر مع كل يوم ارتفاعا جديدا بأسعار بعض السلع، وارتفاعا بأسعار المشتقات النفطية مع مطلع كل شهر رغم انخفاضها عالميا، وانتشارا واسعا للمخدرات بعد أن تغيرت القيم والعادات والأخلاقيات، وازدياد أعداد اللاجئين.
آخ يا القهر! ونحن نقبع تحت نكد الديون، وقسوة الظروف المعيشية، وتحكم الفاسدين المفسدين بمصالحنا، وهم يعيثون فسادا بمؤسساتنا, ويفلتون من العقاب بفضل “المحسوبيات”، ونحن ندفع شهريا ثمن الهواء الذي نتنفسه، بعد اختلاط المياه بالهواء ، وزيادة كميات الاستهلاك للكهرباء، لمجرد تأخر الجابي في أخذ القراءة، لينقلك من شريحة إلى شريحة أعلى من الاستهلاك، ووصل بنا الحال إلى القلق على مستقبل الأبناء، في وطن أصبح لعبة في يد الفاسدين .
آخ من القهر! بعد أن فقدنا الثقة بالحكومات المتتالية، ومجالس نوابنا، التي يسعى بعض اعضائها “مخلصين” لتحقيق مصالحهم الخاصة البعيدة او المضادة احيانا لتطلعات القواعد الشعبية، وأي قهر نعيشه منذ توقيع اتفاقية وادي عربة، مرورا بالإصرار على إنشاء المفاعل النووي، الذي سيكون دمارا اقتصاديا علينا ، وصولا إلى توقيع اتفاقية الغاز مع الصهاينة ، لنقع فريسة للتحديات الاقتصادية ذات التأثير الكبير على حياتنا .
آخ يا القهر! من غياب العدالة وقسوة المعاملة غير العادلة .. آخ يا القهر! على نساء الوطن، اللواتي يقتلن دون ذنب بذرائع لا يقبلها دين ولا عقل .. آخ يا القهر! على الشعور بالقلق لمحاربة كل من يحمل مشاعر حب تجاه الوطن ، ويدافع عن الفكر الوطني، ولأنه لا يقوم على الفساد ولا يقبله ..
آخ يا القهر!، من حوادث السير بعد أن أصبحت شوارعنا مسرحا لسفك دمائنا، في ظل غياب العقوبات الرادعة.
آخ يا القهر! ونحن نقرأ عن حالة القهر التي عبر عنها مليكنا من بعض الممارسات غير المسؤولة، التي فندها في ورقة نقاشية، مؤكدا فيها مبدأ سيادة القانون، واعتماد العدالة والمساواة، والشفافية وتكافؤ الفرص؛ لتحقيق التنمية وتمكين شبابنا المبدع ، بحيث تتحقق المساءلة على جميع مؤسسات الدولة وأفرادها دون استثناء ، وخاصة ممن هم في مواقع المسؤولية، وصولا لتحول ديمقراطي ناجح، بحيث تشارك الحكومة وأجهزة الدولة كافة في حمل مسؤولية ما تتخذه من قرارات وسياسات وإجراءات ، لتطبيق القانون على الجميع دون محاباة وصولا لتعيين الشخص صاحب الكفاءة في المكان المناسب، والحفاظ على الحقوق من الضياع، وإعادة الثقة بأجهزة الدولة ومؤسساتها، ووقف انتهاك القانون؛ ضمانا لتعزيز قيم المواطنة.
آخ يا القهر! ونحن نقرأ الورقة الملكية التي تحدثت بكل وضوح عن موضوع التعيينات في المواقع الحكومية، وبخاصة المناصب العليا، التي يتم التطرق إليها عند الحديث عن الواسطة والمحسوبية، والتخلص منها، وتعيين موظفين غير أكفياء، وتجريدنا وحرماننا من الكفاءات والقيادات التي تسهم بالارتقاء بمؤسساتنا، التي تعمل لخدمة الوطن والمواطن، بعد أن فتك بها غياب العدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص وقيم المواطنة الصالحة .
آخ يا القهر! على عواطفنا، التي نخشى التعبير عنها تجاه الوطن .. آخ يا القهر! على حالة الحرمان والإقصاء والتهميش ، التي أصبحنا نعيشها داخل وطننا … بعد أن سيطر الفاسدون المفسدون على بعض المواقع الحساسة، الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة .
آخ يا القهر ! على وطن يقع بيد فاسدين، لا يهمهم سوى جني المال بشتى الطرائق والوسائل؛ مدعين حب الوطن….
آخ يا القهر! على عقل يميز، وعين ترى ، ولسان عاجز عن الشكوى ، وحتى لو اشتكى…. فلا حياة لمن تنادي !!!!!!!!!!
آخ يا القهر ! .. قهر الوطن ! … .وقهر المواطن ! … وآخ !!!! ممن يسمع أنيننا، وشكوانا، ولا يجيب!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى