آخرُ الفرسان

[review]
في ذكرى يوم الأرض))
آخرُ الفرسان
ريحُ الشيطان تهب على جبل الزيتون
هوجاءٌ…تعصف بالخيمة
تلك المنصوبة فوق رماح صلاح الدين
والناصر يبكي ….مغلوباً
والجيش يصلي….مصلوباً
خلف الاسوار على الشهداء من القتلى
والسيفُ…رهين
والاقصى يصرخ محترقاً
نيرانٌ تلتهم المحراب…وتأكل أحشاء المنبر
ومسيحُ…على درب الآلام …ثقيل الخطوِ
مع ألأسرى أقبل يمشي
في القيد حزينٌ…يتعثر
ثانيةً عاد…
نفسُ العبد …ونفسُ السوط…
ونفسُ الحاكم والجلاد
وبذات الجرح …يفيض دماً
وبذات الروح تبث مع التقوى …ألماً
ونشيدَ حِداد
وغُرابُ يهودا…حط على الصخرة …منتصرا
ملأ ألأرض نعيقا … شَزِرا
زرع ألأنحاء شياطين
وا أسفاهُ على…. اليرموك
وا أسفاهُ على… حطين
******

وتهب الريحُ وأنت هناك… وراء النهر
بنار الصبر تُغالبهــا
وبحد الحَجَر… وكلِ يقين
تشتد عليك رياح القهر…تُصارعها
كصراع الشاة مع السكين
تمتدُ…تحطم غاضبةً…كل الابواب
تفتش عنك بسيفٍ بتارٍ…وجنود
أنت المطلوب…. علانية
وجهك موصوفٌ في الالواحِ…وفي التوراةِ وفي التلموذ
فلسطينييٌ عربيٌ…ارهابيٌ
دمك الآسنُ
مهدورٌ ما بين الأقوام…طريدٌ في أرض الهيكل
ومصيرك حُكما. إما الموتُ
وإما أن تركع… وتلملم أمتعة الاسفار… وترحل
ريحٌ جاءتك مزمجرة…
ليس لسنبلةٍ من… زرعِك
في أرض يهودا أن تبقى
فاخفض هامَتك …ولا تسأل
إني حصادك والمنجل
إني حصادك…والمنجل
*******
لكنَك لم تذعنْ أبدا
وخَيارك ظل بأن تبقى…خلف الاسوار
أمام الأمر… وفوق الجمر…وتحت السيف
وبجيشٍ من لحم وحجر
في الساح تقاتل …منفردا
وبرغم الجدب…وسوس الحب…وملح الأرض…ونار الرَيب
مجداً بالصبر زرعت فأينع
من سقياك…دماً وندى
الآن وفي زمن البترول…والأحلام الوردية
وزمان البزنس…. والدولارات
الآن وقد هجر الفرسان خيول الحرب
وانطفأت نارُ معسكرِهم…والناصرُ مات
والصمت يلف خطوط النار ….على الجبهات
لم يبق سواك على الثغر الدامي…أحد
فالجندُ …شتات
طوبى لك منزرعاً في الأرض كما الزيتون
سيفٌ للحق أبيٌ في وجه الطغيان
أربكت الساسة والحكماء
وقلبت الطاولة…السوداء
ومسار النهر…وكفَ المنطق والميزان
أسكتّ الحادي…والشادي
أخرست أباطيل التجار… سماسرة الوطن المذبوح
وراء النهر…على الأحزان
أحرقت سفين الهجرة…والتهجير…وكل شراع
وتذاكر أسفار التغريب
وبطا قات…تستبدلُ وطنا… بنقود تُملؤُ في الجزدان
وأمام الطوفان الوحشي الآتي…يبتلع الدنيا
حين أناخ الكلُ…ركوعاً
أنت الواقفُ …سيفاً وسنان
كفٌ من قلة حيلتها…أوقل من نار عزيمتها
تلطم مخرز
وتصد الريح عن العربان.

د. رضا مومني

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى