#يوم الغربة
لا أمْلِكُ في هذا الوجودِ إلا أنفاسي، أشْكُرُكَ جداً أيُّها النَّجمُ القَريْبَ من أوْجاعِنا، من آلامِنا، ومن نِزاعاتِنا، ما ذَنْبُكَ لِكَيْ تُشاهِد بُؤْسَنَا، ماذا اقْتَرَفَتَ مِنْ خَطايا لِكي يَصْرُخَ بِكَ المُشَرَّدين؟! إسْتَغْفِر لذَنْبِكَ، واذْهَب إلى سماءِ المُتَغزِّلين في سَهْراتِ السمر، واسْكُن مع شُعراءَ النِّساء،ِ والخمر المُعَتّق، يَزْدادُ سُطُوُعكَ، وتَأمُّلَك گسَبيكَةٍ ذَهبيَّةٍ، أما هُنا واللّٰه لا نَراكَ إلّا رَغيْفُ دَم،ٍ ودليل تائه، وَخَيْمَةٍ مَطْويّة.
أعودُ مِن الروتينِ الطاحنِ، وألتَقي مع الأشعةِ الذَهبيّة، المُحَملَّة بهُمُومِ المَنْكُوْبيْن، والحَالِمِيْن، العائِدةِ بها إلى عَرشِها. أدْخُلُ الأزِقّة المَنْسِيّة بِطَعْناتِ الإغْتِراب، گ السّجْنِ المَفْتوح، أصْنَعُ فَرَحَاً على هَوَامِشِ الأمَل،ِ أَحيِي شَجَرَة السِّرْوِ المُنْحَنِيَة، لِذَنْبِ زِرَاعَتِها بَيْن زُرقَة أنْيابِ الوَكالة، وأُرحِّب بعَجُوزٍ تَقرأُ على تَجَاعِيْدِ وَجْهِها، بِوَصْلةِ الطُرق المُؤَدِّية إلى القُبَّةِ الصَّفراء، واللونُ الأخْضَرُ، يَقْتاتُ مِن يَدَيْها، گ وَجَعٍ يَمْتَدُّ مِن دِمَشْقَ إلى الصِّيْن.
رَغْم شَحيحْ الأَمل في الحَوارِيْ، لكِنّه مازال يَستَمِدُّ زَيْتَهُ الوَفِيْر، من قِصَصِ الّذينَ احْدَوْدَبَت ظُهُورَهُم، ورَقّت عِظامُهُم وعلّت نَبْرات تَنْهيداتُهم، ومازالَ تَهديدُه للعَدو يَسْكُنُ بينَ أصابِعهِ ولِسانِه.