يوميّات خائف كورونا (21)

يوميّات خائف كورونا (21)
كامل النصيرات

كلّ ما أخشاه أن يتمّ التخفيف الكثير من إجراءات الحظر ويصبح الناس قادرين على (العزايم) وأن يأتي العيد ونحن مسموح لنا أن (ندفع العيديّة)..! الناس ماكلة روح الخلّ؛ ومصاري ما فيش..! ولن ينقذنا من تكاليف العزايم والعيديات وشراء اللوازم التي تجتاحنا كلّ عيد إلاّ قانون دفاع جديد يمنع شراء الملابس الجديدة؛ يمنع كعك العيد؛ يمنع أن تتورط في أي إفطار رمضاني؛ يمنع أن (تمعط) مشواراً من عمان إلى إربد ومن إربد إلى مادبا من أجل أن تقول لأختك أو أحد أرحامك : كل عام وأنت بخير وتدسّ في يدها (خمس أو عشر ليرات) وأنت طالع..!

العيد هذه المرّة سيكون قاسياً جداً سواء كان ممنوعا أن تذهب لأحبابك أو مسموحا. في المنع بكاء لعيد حزين وفي السماح هلاك جيوب؛ أصلاً هي هالكة و(ملتعن أبو اللي نفضها) ؛ وفيه جرح لكرامة لم نعتد عليها..!.

أشاهد الزحام من جديد؛ أفرح مرات لأن الحركة عادت للشوارع؛ وأحزن مرات لأن تسير وهي مضروبة على رأسها. كلّنا خائفون من بكرة. خائفون من انكشاف ظهرنا في اللحظة الحرجة. خائفون من العمل والأقساط وفواتير الكهرباء والمياه وأجرة البيوت والمكاتب وكل التفاصيل التي كانت تطعننا قبل الحظر وتراكم الطعن وسيحين موعد تلقّيه دفعة واحدة.!.

مقالات ذات صلة

تلخبطت أمورنا؛ دخلت التزاماتنا على خطوط بعضها. لم نعد نعرف كيف نجدول أنفسنا؛ وأصلاً من قبل لم نكن نعرف؛ لكننا نعيش الاستراحة التي لها ما بعدها. والله يسترنا من ما بعدها.!.

آه لو تمطر السماء مصاري وتزخّ زخّاً خمسينات خمسينات لمدة دقيقة فقط..!

يتبع….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى