يا حامي الديرة و راعي العشيرة ! / عبود عبيدات

يا حامي الديرة و راعي العشيرة !
طفح الكيل و بلغ السيل الزبى , فقد تسلط علينا من خان الأمانة , و لم يخش الله فينا و لم يرحم ضعفنا و فقرنا و عزتنا , ألقى بنا من دارة الفقر الى دارة النقر, فأن كنت تعلم فتلك مصيبة و أن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم .
يا جلالة الملك ..
رأيت أهلي و بني قومي يسحنون الملح بأكواعهم حتى لا تمتهن كرامتهم , جهدوا ما وسعهم الجهد ليوفروا لأطفالهم لقمة شريفة نظيفة , حرسوا حدود الوطن برموشهم عندما كان الأخرون يكنزون الذهب و الفضة , ولدتني أمي تحت شجرة زيتون رومية و شقيقي بين حوابين القطاني و شقيقتي في زاوية الطابون .
لم يكن لجدّي معاش من خزينتكم أو شرهة في خزائنكم , باعت أمي خاتم زواجها لشراء كراريس المدرسة لأخواني , ثم جبت أصقاع المنافي و المغتربات لأوفر لأبنائي ثمن علاجهم و رسوم جامعاتهم .
من غلال زرعنا أكلنا و من أعيان مواشينا تغذينا و من روث بهائمنا تدفأنا , و لم نقبل أن نكون أبناء الجواري في وطن صنعناه بجهدنا و روينا ترابه بدماء الصفوة من أهلنا .
نحبس أنفاسنا ونضع أيدينا على قلوبنا خوفا على وطننا و أمننا, و نحن نرى خرفا يقود السفينة بلا وعي , و يتغول على لقمة أطفالنا و أحلام صغارنا , يسعى في خراب الديار و يستجلب للأمة الدمار .
و الله قاهر فوق عباده و هو الواحد القهّار .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى