إعادة التحقيق بمقتل ناجي العلي

سواليف _ “إلى كلّ من لديه معلومات الاتصال بفريق التحقيق على الرقم 02032769014 أو00442032769014 إذا كان الاتصال من خارج المملكة المتحدة”، هكذا أنهت الشرطة البريطانية نداءها الجديد الذي أطلقته اليوم الثلاثاء من أجل إعادة التحقيق بمقتل ناجي العلي.
يستأنف فريق التحقيق عمله بعد 30 عاماً على اغتيال الفنان الفلسطيني عبر إطلاق النار عليه في الثاني والعشرين من تموز/ يوليو عام 1987، حين كان خارجاً من مكتبه في “صحيفة القبس” الكويتية في شارع ايفيس، في منطقة نايتسبريدج اللندنية.
دخل ناجي سالم حسين العلي، الذي كان أبرز رسامي الكاريكتير في العالم العربي وكان ينتقد الأنظمة العربية والقيادات الفلسطينية في رسومات عديدة، في غيبوبة حتى رحل بعد حوالي شهر، في التاسع والعشرين من آب/ أغسطس.

سيقوم محقّقو مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية بإعادة فتح التحقيق فى القضية، وقد وجّهوا مناشدةً لمن يدلّهم بمعلومات عن القاتل ورجل آخر شوهد في ما بعد على مقربة عن مكان الحادثة، وأرفقت الشرطة صورة للسلاح الذي استخدم في إطلاق النار على ناجي.
السلاح االذي أطلق منه النار على ناجيمن جهته، أشار الضابط دين هايدون، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب، أن ملف القضية تمّت مراجعته من قبل، وجرى تتبّع بعض الخيوط التي لم تسفر عن تحديد هوية الرجلين المتهمين بقتله، مؤكّداً أنه “يمكن أن يكون قد تغيّر الكثير بعد ثلاثين عاماً، وربما يكون هناك أناس مستعدون للتحدّث الآن وتقديم معلومات حاسمة”. وقال في تصريح لـ”العربي الجديد”: “نعتقد بأن هناك أشخاصاً في مكان ما لديهم معلومات قد تساعدنا في تقديم المسؤولين عن قتل ناجي العلي إلى المحاكمة”.

توقيت اغتيال ناجي العلي جاء في مرحلة عاشت خلالها فلسطين غلياناً شعبياً أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية أواخر عام 1987 ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. قبل ذلك بشهور؛ في اللحظات التي سبقت اغتياله، ركَن ناجي سيارته في إكسوورث بالاس، وتوجّه نحو شارع دريكوت ثم منه إلى شارع ايفيس، وقد أفاد شهود عيان بأنه كان ملاحقاً من المسلّح الذي يشتبه بأنه قاتله، ووصفوه بأن لديه ملامح “شرق أوسطية” وفي منتصف العشرينيات من عمره، بشعر أسود كثيف طويل متموجاً في الخلف، وكان يرتدي سترة جينز وبنطلوناً غامق اللون ويحمل مسدساً أوتوماتيكي أسود.
وتمّ العثور على مسدس توكاريف عيار 7.62 في منطقة هلفيلد في بادينغتون بعد عامين من حادثة الاغتيال في الثاني والعشرين من نيسان/ أبريل 1989، وقام متخصّصون بتحليل السلاح واختباره، وحدّدوا أنه ما أُطلق منه يتطابق مع وُجد في مكان الحادث.رسم تقريبي لقاتل ناجي العلي
كما أفادت الشركة أنه بعد الهجوم، شوهد المشتبه به يعبر شارع ايفيس مرة أخرى متوجهاً إلى شارع درايكوت ثم إلى إكسوورث، كما شوهد رجل آخر يعبر طريق فولهام إلى لوكان بالاس ويقود مركبة مرسيدس ذات لون رمادي فضي بعد وقوع الحادث بقليل.
ظهر الرجل المسلّح لأربعين ثانية قبل أن يُطلق النار، لكنها كانت كافية حتى يتمكّن الشهود من إعطاء المحقّقين وصفاً جيداً له، ويعتقد أنه التقى بالرجل الآخر مباشرة بعد الاغتيال من إجل إخفاء السلاح والتخلّص منه.
بانتظار مفاجأة قد تقع، بأن تحصل شرطة لندن على اعترافات لأشخاص ربما تغيّرت ولاءاتهم اليوم أو كانوا خائفين من الإدلاء بمعلومة في وقت مضى، أو أنهم مستعدّون اليوم لتصفية حساب مع الماضي؛ احتمالات عديدة قد تكشف حقيقة اغتيال الرجل الذي رأى، والفنان الذي أبصر، والمثقف الذي قال لا.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى