روسيا تهيئ مواطنيها لحرب نووية مع الغرب

سواليف

تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا ، في الآونة الاخيرة، ما أعاد للأذهان “الحرب الباردة” بين حلفي “الناتو” و”وارسو”، والتهديد بـ”الرعب النووي”، وأخذت روسيا تهيئ مواطنيها على أن “الغرب مصمم على شن حرب نووية” ضدها، كما جاء في تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.
وعلقت روسيا العمل باتفاق مع الولايات المتحدة ينص على التخلص من فائض “البلوتونيوم” الجاهز لديها لصناعة الأسلحة النووية، ما يؤكد تردي العلاقات بين البلدين، وقال مرسوم أصدره الرئيس، فلاديمير بوتين، أن الولايات المتحدة تشكل تهديدا استراتيجيا للاستقرار، بسبب تصرفاتها المناوئة لروسيا.
وأعربت الولايات المتحدة، عن “خيبة أملها” إزاء انسحاب موسكو من اتفاقية “التخلص من البلوتونيوم”، الصالح لصناعة أسلحة نووية والموقعة بين البلدين، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، في بيان صدر عنه، “تابعنا تلك التقارير، وهذا الإعلان الذي أصابنا بخيبة أمل”.
ووصف “إيرنست” الخطوة الروسية بأنها “قرار من جانب واحد، اتخذه الروس”، مشيرًا إلى أنه كان قد ضمن بنود منذ بدء تنفيذه، “التخلص من آلاف الأسلحة النووية التي تستخدم البلوتونيوم”، وأن البلدين وقعا على هذا الاتفاق لأنهما “يمتلكان أكبر كمية من هذه المادة (البلوتونيوم)، ولأن كلًا من رئيسي الولايات المتحدة وروسيا جعلا من حد انتشار الأسلحة النووية أولوية لهما”.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة “روسيا اليوم” الرسمية، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن “غير الودية” حيال موسكو، وأعلنت واشنطن، في وقت سابق، تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو، والمتعلقة بالصراع في سورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، في بيان صدر عنه، “تعلق الولايات المتحدة مشاركتها في القنوات الثنائية، التي تم تأسيسها مع روسيا، من أجل إدامة وقف الأعمال العدائية (في سورية)”.
كان اتفاق معالجة البلوتونيوم، وقّع العام 2000 مع الولايات المتحدة، وبدأ تنفيذه فعليا في العام 2011، وتعهد البلدان بموجب الاتفاق بالتخلص من 34 طنا من “البلوتونيوم”، من أصل 95 طنا بالنسبة للمخزون الأمريكي، والتخلص من الكمية نفسها بالنسبة لروسيا، التي تمتلك 128 طنا، وبحسب خبراء فإن 68 طنا من “البلوتونيوم” تكفي لصناعة 17 ألف قنبلة نووية.
ووضعت موسكو شروط مسبقة للولايات المتحدة إذا رغبت في استئناف العمل بالاتفاق، وكان بوتين صرح في أبريل/ نيسان، بأن الولايات المتحدة لم تلتزم بواجباتها بتدمير البلوتونيوم، مضيفة أن أساليب إعادة معالجة البلوتونيوم في الولايات المتحدة تسمح باستخراجه واستعماله مرة أخرى في صناعة الأسلحة النووية، وقال بوتين: “التزمنا بواجباتنا، وبنينا هذه المنشآت، ولكن شركاءنا الأمريكيين لم يفعلوا”.
ونفت الولايات المتحدة هذه الادعاءات، وأكدت أن طريقة التخلص من البلوتونيوم التي تنتهجها لا تنتهك بنود الاتفاق، وعرض بوتين مشروع قانون على البرلمان للتصديق على جملة من الشروط المسبقة للولايات المتحدة إذا رغبت في استئناف العمل بالاتفاق، من بينها تخفيض عدد الجنود والتجهيزات العسكرية في الدول التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد سبتمبر/ أيلول 2000، ورفع جميع العقوبات عن روسيا وتعويض الضرر الذي تسببت فيه العقوبات.
وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية، في تقرير نشرته بعنوان “روسيا تبلغ مواطنيها بأن الغرب مصمم على شن حرب نووية ضدها”، إنه في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات بشأن سورية، فإن وسائل الإعلام المحلية الروسية والمسؤولين الروس بدأوا بتحضير البلاد إلى احتمال وقوع حرب نووية مع الغرب.
وأضافت الصحيفة، أنه جاء في “عنوان نشر على موقع ذافيدا التابع لوزارة الدفاع الروسية الأمريكيون يحضرون أسلحتهم النووية لاحتمال استخدامها ضد موسكو”، وأردف بينيت أن “الولايات المتحدة تحاول معاقبة روسيا على دورها في سورية تبعا لما ورد في المقال الروسي”.
وأعلن وزير الطوارئ الروسي بشكل رسمي، الجمعة الماضية، أن السلطات الروسية شيدت ملاجئ تحت الأرض لجميع مواطنيها في موسكو، أي ما يقارب 12 مليون نسمة، بحسب مارك بينيت، كاتب مقال “التايمز”.
وقال “بينيت”، إن روسيا دربت مواطنيها مرتين منذ تولي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئاسة، على كيفية الاستجابة لصفارات الإنذار التي تنبه المواطنين بأن أسلحة نووية بدأت باستهداف بلادهم، وأردف أن هذه التطورات تأتي بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، آش كارتر، بأن “البنتاغون يراجع كتيبها المتعلق بالأسلحة النووية في حال حدوث اعتداءات من قبل روسيا”.
واختتم “بينيت” مقاله بالقول إن “روسيا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية التي تقدر بنحو 8400 رأس نووي مقارنة بنحو 7500 رأس نووي أمريكي”.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سلسلة من العقوبات على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، ودعم موسكو للانفصاليين شرقي أوكرانيا، وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا الشهر الماضي، بسبب الحملة العسكرية الروسية في سورية، التي وصفها البعض بأنها “جريمة حرب”، وتساعد الطائرات الحربية الروسية القوات الحكومية في حربها على جماعات المعارضة المسلحة، بعضها مدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج.

ا ف ب

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى