معدلات القبول لكلية الشريعة / مالك حسن العمري

موضوع معدلات القبول لكلية الشريعة

بدايةً اعرف بنفسي خريج من جامعة اليرموك دفعة 2013 / تخصص اصول الدين / دخلت كلية الشريعة وتخصصي عن رغبة عميقة وبمعدل مرتفع نسبياً 94 / انهيت دراستي في ثلاث سنوات ونصف يعني اطلعت على 4 اجيال

بدأ الحديث عن رفع معدلات القَبول في الشريعة منذ ما يقارب سنة او اكثر وكنت مثلي مثل اي مُطلع على حال الكلية راغباً في هذا القرار .. لكن نعلم انّ هذا القرار يكون ابتراً اذا كان بمفرده ، فلا شيء يعيق الطالب المتفوق في الثانوية العامة من الاتجاه الى العلم الشرعي ( اذا كان لديه رغبة ) إلا الجانب المادي ! فلا بُدّ من دعم مادي بالتوازي مع رفع معدل القبول.

وحتى اوضح ما السبب في رغبتنا بأن يتم رفع معدلات القبول ، سأروي لكم بعض المشاهد السلبية وفقط السلبية من الكلية :
1- بعض الطلاب ( سنة ثالثة يعني لا يريد التحويل إلى تخصص آخر ) يسبّون الذات الإلهية
2- الكثير من الطلاب يستخدمون الالفاظ الخارجة عن الادب
3- بعض الطلاب يغشون في الاختبارات
4- الكثير من الطلاب يدخنون
5- الكثير من الطلاب في آخر فصل لهم لا يُجيدون قراءة القران الكريم
6- الكثير من المساقات ضعيف ولا يرقى بالطلاب للحد المطلوب وعند مراجعتي لأحد الدكاترة (لديه قوّة علمية كبيرة ) في الكلية اخبرني أنه ينبغي عليه أن يراعي قدرات الطلاب المتدنية ، لذلك صاحب القدرات المتدنية لا يرقى للحد المطلوب ، وصاحب القدرات المتميزة لا يرقى مستوى الابداع
* (لمن لديه قدرات عقلية جيدة ) اغلب المواد في السنتين الاولى والثانية لا تحتاج الا القليل من المراجعة قبل الامتحان لضمان علامة جيدة جداً وهذا يسبب الاهمال ، وقد عانيت في مواد السنة الاولى والثانية أنها لم تكن تُضيف لي شيئاً جديداً إلا نادراً ، لأنّي كنت قد اكتسبت معرفة جيدة في العلوم الشريعة من الحلقات التربوية في المساجد ومراكز جمعية المحافظة على القران الكريم
* من القصص التي لا انساها : في الصف الثامن كان شيخي في المسجد يطلب مني التحضير لشرح الاربعين النووية من كتاب ( الوافي ) ، و في الصف العاشر – وعندما كبرت – كان شيخي في المسجد يطلب مني التحضير من كتاب ( جامع العلوم والحكم ) واما في الجامعة فقد كان الكتاب المُقرر لمساقَين هو كتاب ( الوافي ) فقد اعادتني الجامعة 4 سنين للخلف ، والفرق بين الكتابين عظيم ! جامع العلوم والحكم في ثلاثة مجلدات وليس من السهل أن يطلع عليه من ليس لديه اساسيات في الحديث ، والوافي كتاب واحد وهو لعامة الناس
* في السنة الدراسية الاولى والثانية : من تربّى في المساجد والمراكز القرانية لديه القدرة على تجاوز الكثير من الاختبارات فقط مع مراجعة خفيفة !
7- الكثير من الطالبات يخالفن الشريعة في لباسهن وتزينهن
8- القليل من الطلاب قد يناقشك في افكار إلحادية ( ليس مقتنعاً بالدين اصلاً! )
9- قد يسخر منك بعض الطلاب عندما تطبق بعض المبادئ : مثل عدم الغش ، الدعوة إلى الله ..
10- في السنة الأولى لكل طالب ستكون لديه رغبة كبيرة في التحويل إلى تخصص أفضل

مقالات ذات صلة

والكثير من مشاهد سلبية أخرى لا داعي لذكرها

وبالنسبة لي فإنّ الكلية لم تكن بيئة سليمة للتفوق العلمي ! بل كانت عبارة عن نكسة كبيرة في الجانب العلمي ! وكانت تزرع الغرور في من لديه الاساسيات فقط !

ما علينا !

كان الحل في نظري أن يتم دعم الجانب المادي لترغيب اصحاب القدرات والذين لديهم ميول شرعية إلى كلية الشريعة .. لكن القرار جاء كما توقعناه أبتراً .

ورفضه المدافعون عن الشريعة وتم إلغاء القرار .. لكن كان الأجدر بنا أن نطالب برفع المستوى المادي وليس بإلغاء القرار حتى تُحل المشكلة ..

** فإن لم تُحل المشكلة الرئيسة وهي عدم اتجاه اصحاب القدرات لدراسة العلم الشرعي فسيندثر العلم الشرعي مع الايام ولن نجد من ( يقدر ) على حمل اللواء والدفاع عنه ونحن احوج ما نكون له .. فنحن بحاجة إلى مثل البخاري للرد على اللذين يهاجمون السنة النبوية ، وبحاجة إلى مثل ابو حنيفة النعمان حتى يحيي الفقه من جديد ، وبحاجة إلى أئمة مثل احمد بن حنبل والغزالي والرازي حتى يحيا هذا الدين من جديد !

كان القرار ابتراً ! وكان الصواب منّا ان نصححه لا ان نُلغيه .

من الاقتراحات التي لا تحل المشكلة جذرياً لكن قد تساعد في ذلك

أن تسمح الدولة بالدمج بين وظيفتي الإمام والمدرس فلذلك أثر كبير مادياً على الموظف ، ووزارة الاوقاف تحتاج هذا الحل فهي تبحث دائماً عن أئمة لذلك سوف تقبل بقليل من التنازلات كي تحصل على هذا الدمج ، ووزارة التربية والتعليم لن تمنع ذلك فهو لن يؤثر عليها .

هذا اقتراح بسيط لا يُرهق الدولة ويرضي جميع الاطراف بنسبة كبيرة إلا الموظف الذي سيكون راضياً بنسبة اقل من البقية لأنه سيعمل في وظيفتين !

الخلاصة : نحن بحاجة إلى رفع معدلات القَبول وبحاجة إلى دعم مادي لمن يتجه نحو كليات الشريعة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى