
بعد التوكل على الله
“بعد التوكل على الله وبمباركة من الاهل والعزوه والعشيره قررت الترشح للانتخابات”
أعلنها بعد تفكير طويل وتمحيص دقيق بإعداد الداعمين المفترضين وبعد حساب التكاليف من مناسف وكنافه وكولا ولافتات وملصقات وزيارات مقارنة بما سيدر عليه من دخل وراتب وامتيازات يعوض ما سيدفعه على حملته الانتخابيه فضلا عن الوجاهة والسفرات والعلاقات مع علية القوم وغيرهم وجد ان هذا هو الوقت الأنسب للترشح.
زار الدواوين والمضافات والمنتديات وعاهد الله وأقسم امام الحضور انه سيقف ضد الفاسدين والمفسدين الذين يعطلون مسيرة التنمية ويأكلون حقوق الناس بالباطل. رد عليه كثير من الحضور بكلمة ابشر واحنا رجالك وسندك ومعاك للآخر لانه ما منلاقي زيك.
دخل المجلس بعد فوزه بالانتخابات للتصويت على قضية فساد وفي نيته ان يصوت على محاسبة المفسدين ولكنه تفاجأ بتلفون يطلب منه التصويت لصالح عدم وجود شبهة في القضيه. احتار الرجل بين الإيفاء بقسمه للناس بالوقوف ضد الفساد وبين الرضوخ للضغوط على التصويت وفي لحظة بعد حساب الربح والخسارة جَبُن الرجل وحنث بقسمه ورضخ للضغوط وشارك هو وغيره في استشراء الفساد وتنميته خوفا من من تبخر امتيازاتهم.
انهالت عليه مكالمات الشكر من كل حدب وصوب ووعد بالحصول على كل ما يطلبه. لملم الرجل أوراقه والفرحة تغمر محيّاه وخرج من البرلمان واستقل سيارته الفارهة متوجها الى البيت لمشاركة الاسرة فرحه وفي الطريق وهو يهم بقطع الشارع فاجأته سيارة مسرعة واصدمت بسيارته بقوة. مات الذي كان نائباً على الفور وذهبت كل أحلامه ادراج الرياح.
ابراهيم عويد الحموري
أكاديمي وتربوي

