ما قَبلَ الغُروب / فراس الطلافحه

ما قَبلَ الغُروب
جارتي إنتصار التي تسكن في الطابق الأرضي من العماره المقابله لبلكونتي تقوم بالصراخ وبصوت مرتفع وبكلمات غير مفهومه وعلى شو بِتصَرِخ ما حدا عارف , أنا على بلكونة منزلي أمارس هِوايتي الوحيده اليوميه المسائيه قبل الغُروب وهذه الهوايه فقط في شهر رمضان منذ خَمس سنوات لتمضية الوقت وهي سِقاية قواوير الورد التي يوجد بها أشياء كثيره إلا الورد فقد تجد بها فسائل نخيل صغيره نَمَت بدون جهد وعنايه مني نتيجة إلقائي لنوى التمر بعد أكلها وقد تجد بقايا فحم ومعسل الزغلول وقد تجد بها بطاقات دعوات أفراح أو صفحات جرائد نعي متوفيين تمهيداً لحرقها أو ربما تجد بقايا رز وفريكه وبرغل وضعتها زوجتي للطيور .

زوج إنتصار أنا لا أعرف إسمه بالرغم أنه جاري منذ ستة سنوات ولكن أصبحت أميز صوته من خلال سهراتهم العائليه أو مع أصدقائهم على الترس الخاص بشقتهم وهم بالعاده ما يتحدثون بصوت مرتفع وبعد كل قصه يقولها كان يخاطب زوجته ويستشهد بها بقوله مزبوط يا إنتصار من هون أنا عرفت إسم إنتصار .

زوج إنتصار له هوايه تختلف عن هوايتي فهو لا بد يومياً أن يقوم بشطف التَرس المسقوف بالقرميد وتعاونه على ذلك الخادمه وحارس العماره مرتدياً هو السروال الأبيض التقليدي والفانيلا النص كم قبه سبعه ولتفضح قطرات الماء المتراشقه عليه من البربيش معالم كلوته الأبيض والذي يصل طوله لركبتيه , هو الآن ينادي على زوجته بعد أن أنهي الشطف وإرتدي دشداشته …
إنتصار …. هي ترد بعصبيه أيواااااااااه
هو … سويتي الهاظا ….. هي ترد آه سويته , ماعرفت أنا شو ( الهاظا )
هو …. طيب أنا رايح على السوق بدكم إشي ؟
هيَ ….. لاتنسى تجيبلي من الصيدليه الهادا لونه أزرق نيلي لا تخربط
هو … طيب ماشي
أنا … عرفت شو الهادا إللي بدها إياه إنتصار من عصبيتها وحالتها النفسيه

هُم … يَحسِدوننا أننا نَملك شُقَق في عَمان خَسِرنا من خلالها كل خصوصيه وباتت كل أسرارنا مفضوحه وجاهزه للنشر كما أنشر أنا الآن .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى