.جملة معترضة

[review]
 

 

كان من بين مفقوداتي التي  انستنيه "ورشة الحياة" ..

 بعد أن قمت بتشغيل السيارة انتبهت أن عامل محطة الغسيل قد وجد شريط "سيرة الحب" تحت المقاعد ، بالاضافة  إلى مجموعة أشياء لا افهم الى اللحظة كيف دخلت  السيارة مثل: "باكيت تايد" و"مقص شوارب" و "مصفاية مجلى" و "حفّارة كوسا"..

مقالات ذات صلة

يااااه  سنوات طويلة لم اسمع هذه الأغنية …قلّبت واجهتي الشريط ، يبدو انه أصبح "سيرة  الجوبترول" أكثر منه "سيرة الحب"، طبقة من الزيوت والشحمة التي التصقت به على مرّ  الأيام…لم أتردد في تشغيله.. لحظات وانا استمع الى مقدمة الشريط الفارغة كما هي العادة ..ثم بدأ تصفيق الجمهور ، ثم أخذتني الموسيقى الى سنوات مضت بكل تفاصيلها..حيث باصات "الميتسوبيشي" العاملة على خط اربد الرمثا الطرة الشجرة عمراوة ذنيبة وبالعكس..نافذة لا تفتح ،اهتزاز دائم ، أسنان تطقطق مثل التلغراف، حيث يوهم الصاعد لأول مرة في الباص انها رحلة ترفيهية  لمرضى "الباركنسون" ،تتصاعد الجمل العاطفية .. فتأخذني الموسيقى من جديد..هناك الى كرسي المفرد، الذي لا تستطيع ان تحتله كذكر أكثر من 30 ثانية حتى يطلب منك الكنترول تركه والجلوس "خامس مع الشباب"..كنت أجلس في عيون الكنترول أكثر من الكرسي..فكلما صعد الى الباص ليعد المقاعد الشاغرة ، او يقفز امام طالبة جامعية مهندمة ليسهل  عليها المهمّة كانت تتسارع دقات قلبي  لأنه "سيستوطي حيطي" ويعيدني خامساً أو يقدّمني واقفاً.. تأخذني موسيقى سيرة الحب الى  خط الجامعة – الحب- الطفر- وبالعكس..الطفر وطني الأول ، الذي افتى لي بكراهة الجمع بين "السندويتشة" أو "النسكافية" لضيق ذات ذات اليد..الطفر الذي أجبرني على أن أخوض  قصص "الحب الصيامي"..فإذا ما "هفّت" نفس الحبيبة على علبة ميرندا أو زجاجة "مندرين" كان ذلك سبباً وجيهاً للانفصال..

 

صوت أم كلثوم الذي يشبه – في هذا الشريط تحديداً – صوت كمال ناصر وزير التنمية السياسية الأسبق..يأخذني من وجعي اليومي،  وإحباطي السحيق من وجوه جلاّدي الشعوب…الى ماضٍ هانىء يختبىء بين شرطتي تعب كجملة معترضة..تأخذني موسيقى سيرة الحب الى حافلات الذكريات العاملة على خط  أنا- أنا القديم- انا البري ..وبالعكس…يااااااااه   كما انا مشتاق لنفسي.

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى