وحياة اعميره ما في غيره / عبد الكريم فضلو العزام

وحياة اعميره ما في غيره
أخي القارئ الكريم :
بهذا القسم أحببت أن أعنون مقالتي .
ولمن لايعرف مناسبة هذا القسم أقول : أن هذا القسم كانت تردده الأمهات اللواتي لم يرزقهن الله سوى مولود واحد فقط ، فكانت دائما تقسم بـإبنها الوحيد الذي ليس لها غيره .
نعم أخي القارئ :
بعد ان أصبحنا نرى أكثر مؤسسات الدوله ،وزاره ، أو نيابه ، أو أي وظيفة أخرى سياديه او رئيسيه من وظائف الدوله لا تقوم ولا تستقيم إلا بوجود شخص بعينه يقودها حتى يتوفاه الله ليخلفه من بعده ابنه أو من يوصي له المتوفي بتركته .
وبعد ان أصبحنا أيضا نرى السياسة تقتصر على عدد محدد من الأشخاص كما الإقتصاد والتجارة وغيرها ، فإنه يحق للشعب الأردني أن يقسم بهؤلاء النفر من الرجال فيقول (وحياة اعميره ما في غيره).
سبق ان تحدثت كثيرا عن هذا الموضوع , ولكن الدافع لهذه المقالة هو عودة إبن الأردن الوحيد الذي خلقه الله من طينة عجيبة تجمع بين السياسة والإقتصاد وعلم الاجتماع بخاصة إلى جانب كل العلوم الأخرى التي توصل إليها العقل البشري .
هذا الرجل إنتظره الأردن عقودا طويلة بعد عقم كل الأمهات وعندما رزقنا الله إياه رباه الأردن تربية الدلال وأرسله عند مرضعات أجنبيات ثم عاد إلينا لنقلده من أعلى المراتب ونلبسه أحلى الملابس .
وبدأ هذا الإبن المدلل مسيرته فأخذ يشرق و يغرب وأصبح يقدم ويؤخر ، وأخذ يتاجر بمقدرات البلد بدل تنميتها فخصخص وباع ما شاب الشعب وتجوع حتى وفره ، وتمادى قي ذلك حتى شكاه الكثير من الشعب فخرج مكرها من الباب ليعود اليوم الينا من الشباك .
نعم :
لقد عاد بقوة واندفاع كبير وبموجة من التصريحات فمثلا :
*انه سيجلب للأردن مليارات الدولارات
*وأنه سيتبنى سياسة جديدة لا تعتمدعلى السياسات التقليدية , وأنه , وأنه ……..
وهنا لا بد لنا أن نسأل هذا الإبن المدلل كيف سيجلب هذه المليارات ؟ وبأي وسيلة ؟ وهل لم يكن في الأردن من هداه قلبه وعقله إلى طرق المليارات ؟
ما هي السياسات الجديدة التي سيتبعها ؟ وهل لم يقرأها أو يمارسها أحد غيره ؟ ام أنها سياسات بعضها يقال وبعضها لا يقال .
لقد عاد هذا الإبن المدلل وقد فرش الأردن له الشوارع بالإسفلت ، وقد يتركه يفعل ما يريد، يتفقد الوطن إن كان جمع شيئا جديدا أثناء غيابه فلا يترك مؤسسة ولا دائرة ولا أرضا إلا ويعيد معها سيرته الأولى ، فيغير قيادات ويبيع ويخصخص شركات وندعو الله أن يجيرنا من الأعظم .
إننا في الأردن صرنا نخاف من جرة الحبل بعد الذي عشناه ونعيشه مع مزدوجي الولاءات والانتماءات فكيف بنا لا نخاف ممن جربناه وخبرناه جيدا وكما قال المثل (المجرب لا يحتاج إلى تجريب ).
إن الأردن اليوم ولود ودود لم يعد يقوم على ولد واحد ، والأردن اليوم مليء بالخبرات وبالمتميزين ممن يعشقون الوطن الأب والأم ، شعبه يعتز بأردنيته وبجواز سفره وجنسيته الأردنية ولا يقبل بالقسم إلا بالله أن يخدم الوطن والأمة .
أعتقد أننا لن نقسم بعد اليوم (وحياة اعميره ما في غيره) لا بل قد ندعو الله أن يقصف عمر كل واحد يفكر بالإساءة للوطن أو العبث بمقدراته حتى لو تخفى ولبس ثوب المنافقين .
الكاتب :عبد الكريم فضلو عقاب العزام

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى