هيك مزبطة بدها هيك ختم / علي الشريف

هيك مزبطة بدها هيك ختم

احترنا عن اي شيء نكتب … فقد كتبنا في كل شيء وعن كل شيء .. كتبنا عن الفقر وعن المرض ..ردحنا للحكومة والنواب ..حتى اننا ردحنا لانفسنا… كتبنا عن الغلاء والبلاء … وكتبنا عن الرياضة …وفي السياسة ..وخبصنا ذات تخابيص صاحب الشيب الازرق بالاقتصاد…
ربما نكون في بعض الاحيان قمنا بالتعبير عما في قلوب الناس ..وربما كنا جدليين الى ابعد حد …لكن السؤال الذي طالما نساله ..بعد كل الحبر المراق والكلمات المصفوفة والردح والشتم والمدح…ماذا غيرنا من هذا الواقع .
نحن لم نغير شي ..ولن نغير شيء حتى لو متنا لاجل الغلابى فاننا لن نغير شيء وربما لن نجد من يترحم علينا ..لو قتلنا يوما ..ربما يقول الناس بستاهل … وربما لن نجد من يسير في جنازتنا وربما لن نجد بقعة ارض ندفن فيها في هذا الوطن.
ما الذي تغير بعد عشرات الالاف من الكلمات والابتسامات والدموع ..لم يتغير شيء الا فقرنا فقد زاد …ولم يتغير الا وجعنا فقد اصبح عظيما … ولم نغير شيء … من كل واقعنا فالواقع لا تغيره الحروف يا سادة ..ولا الامنيات ولا الحل بيد الاخرين.
ربما تكون الكتابة في بعض الاحيان فشة غل ..من واقع اليم نسخر منه بحروف ذائبة خجلا… وربما يكون الكلام تهكميا على واقع معقد بلا حل ولا حلول … وربما افلسنا بعد ان افلست كل الحروف …وافلست اوراق الصحف ..فصرنا نشتاق كثيرا لشيء محتلف.
وبعد تجارب عديدة ..في التنويع واستكشاف معادن البعض قررت ان امتهن فن كتابة الكذب ..وصناعة الوهم…ربما اتجه بعد مقالي هذا في يومي هذا .لامتهان كتابة الطلاسم والسحر وممارسة الشعوذة وجلب الحبيب وفك السحر الاسود .
اراني قد وجدتها هي بالطلاسم والسحر الاسود فلا تعب بعدها ولا عتاب ولن يزعل احد مني ولن يلومني احد بل على العكس تماما سيتجنبني الكثيرون خوفا من ان اسمطهم حجاب اربطهم ربط ولذا قررت ان ابدا..
ساجلس في غرفة مظلمة قليلا لا يدخل النور اليها الا من شباك صغير .. وساضع عشرات الاكياس السود تحت مائده صغيره وبجانبي قلم صغير ومسك وعنبر وزعفران …لا ضير ان حسنت خطابتي اللغوية قليلا ..وساضع ارمة على باب الغرفة…. الشيخ منتوش ابن فتوش لفك السحر وجلب الحبيب ..جربونا يا بتصيب يا بتخيب.
وعند كل زائر يطلب الغنى والرزق او زائر يطلب جلب الحبيب او شخص يريد ان يتشافى من مرض او اخر مربوط لا من ثمه ولا من كمه…او مسهول او مسعول او مسؤول .. عندما ياتي اي منهم ساكتب عبارة واحده على ورقه فلن اريق مزيدا من الحبر او الكلام ..
وسابصق عليها بعد ان ارشها بالعنبر والمسك…ومن ثم اقوم بلفها بقماش اخضر ..ربما يكون وجه لمخدة بالية ..او فرشه عتيقة …وساعطي السائل حاجته وحجابه ..واقبض المعلوم ..هو يمضي ينتظر وان اجلس انتظر من عليه الدور.
واما العبارة التي ساكتبها فهي….حط المي بالقطرميزي ان عشت عشت وان مت لط…………وهيك مزبطة بدها هيك ختم ..وسلامتكم ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى