واشـنـطـن تـقـتـرح نـشـر قـوات عـربـيـة وسـوريـة لقـتـال داعـش

دخل الصراع المسلح في سوريا مرحلة جديدة ببدء بريطانيا شن أولى عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، تزامناً مع إعلان روسيا تجهز قاعدة جوية ثانية لاستخدامها في سوريا، ودعوة واشنطن إلى وجود قوات عربية وسورية لقتال التنظيم برياً. وأعلنت بريطانيا أمس شنها أولى غاراتها على مواقع لداعش في سوريا بعد ساعات على إعطاء البرلمان الضوء الأخضر للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وسط ترحيب مبطن من موسكو التي اعتبرت أن تلك الضربات تحتاج إلى تنسيق لتحالف أوسع كونها تفتقر إلى أساس قانوني. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الغارة استهدفت «منشأة نفطية في سوريا على مسافة حوالي 50 كلم من الحدود العراقية». من جهتها أعلنت روسيا تجهيزها قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام وخاصة في مواجهة تنظيم داعش في وسط البلاد، وفق ما افاد مصدر عسكري والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ميدانياً يواصل الجيش السوري مدعوما من المسلحين الموالين له تقدمه في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وخصوصا في محيط تدمر وبلدة القريتين.  وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «قوات النظام السوري اصبحت على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من مدينة تدمر وهي تتقدم من الجهة الجنوبية والغربية بغطاء جوي كثيف تؤمنه المروحيات الروسية». واشار الى معارك عنيفة مستمرة في محيط المدينة.كذلك اصبحت قوات النظام على اطراف مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي.  وبحسب مصدر عسكري»سجلت الساعات الاربع والعشرين الماضية أكثر من أربعين غارة جوية روسية وسورية على مواقع داخل وفي محيط بلدة القريتين». ووصف المصدر المعركة بـ»الشرسة والعنيفة»، مشيرا الى ان الجيش السوري يتقدم سريعا وقد «يحقق تقدما مهما خلال 72 ساعة». وفي سعيه لحشد دولي أوسع لقتال داعش، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن إستراتيجيته لمكافحة داعش المتشدد في العراق وسوريا لا تتضمن إرسال قوات أمريكية برية مقاتلة لكن البنتاجون أعلن هذا الأسبوع أنه سيرسل قوة جديدة من قوات العمليات الخاصة. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس التلفزيونية: حينما قلت لا قوات برية على الأرض اعتقد ان الشعب الأمريكي فهم بوجه عام أننا لن نسير نحن غزو للعراق أو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء. وأضاف لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك ووجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الدعوة لوجود قوات عربية وسورية لمقاتلة تنظيم داعش، مؤكداً في اجتماع في بلجراد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الضربات الجوية وحدها لن تقضي على التنظيم المتطرف. وفي آخر التطورات على تبعات إسقاط تركيا للطائرة الروسية على الحدود مع سوريا، عقد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاوش اوغلو لقاء للمرة الاولى في بلغراد منذ بدء الازمة الناتجة عن اسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الاسبوع الماضي، حسبما افاد مصدر دبلوماسي تركي. وشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما شديدا على تركيا محذرا اياها من انها «ستندم على ما فعلته» ومؤكدا ان قيامها باسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني عملية غدر لن تنساها روسيا ابدا. من جهته ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باتهام روسيا له ولعائلته بالضلوع في تجارة نفط مع داعش، معتبرا اياها «مزاعم غير اخلاقية» واتهم في المقابل موسكو بهذا التهريب. ولم يتأخر الرئيس التركي بالرد على ما وصفه بانها اتهامات «غير اخلاقية» من جانب روسيا اليه والى افراد عائلته بانهم يستفيدون من المتاجرة النفط مع تنظيم داعش متهما بدوره موسكو بالضلوع في هذه التجارة.  وقال اردوغان في خطاب القاه في أنقرة امام نقابيين ان «على روسيا ان تثبت هذه المزاعم (…) ان الجانب غير الاخلاقي في هذه المسألة يقحم عائلتي في هذه القضية».  وقال اردوغان ان لديه «ادلة» على تورط موسكو في المتاجرة بالنفط مع داعش،  متوعدا بـ»نشرها على العالم قريبا». واعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ان موسكو وانقرة، «علقتا» مفاوضاتهما حول مشروع انبوب الغاز توركستريم الذي كان يفترض ان يمد تركيا وعلى المدى طويل جنوب اوروبا بالغاز. وقال نوفاك كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية «في الوقت الراهن، المفاوضات معلقة» موضحا ان اعمال اللجنة الاقتصادية المكلفة بهذا المشروع اوقفت في اطار اجراءات الرد التي اعتمدتها موسكو ضد انقرة.(وكالات).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى