وأنتَ تتصبّب عَرَقًا / #كامل_النصيرات
أعلن و أنا بكامل قواي المرضية ؛ بأنني غير مسؤول عن هذا المقال ؛ لأنني أكتبه تحت الاكراه ..ومش عارف كيف يطلع معي ..؟ أكتب المقال ومن ثمّ أعود لمعاودة المرض ..! وها أنا أحاول أن أقنع المغص الشديد والعرق الغزير بإعطائي مساحة من حريّة الكتابة ..!
في هذه اللحظات ..لا أتخيلني وحدي المُصاب بالمغص و العرق ..فمن ينظر سريعاً لكميّة البوستات على الفيس بوك سيعرف سريعاً أن الجميع ممغوص ..و أن الكلمات تتصبب عرقاً ..و أنها سارحة و الرب راعيها ..و أنها تحشر نفسها بين الأماني و الأحلام التي لم ولن تحققها في هكذا ظرف عربي ..وبين محاولات هروب حقيقية من واقع لا يقع إلا على خبزهم و تأمينهم الصحي ومنافستهم على أي طابور عربي يولد ولا يموت وكل مهماته أن يبشّرنا جميعاً بولادة طابور جديد أطول و أجمل وفيه من مزايا الانتظار أكثر من مزايا الاختصار و تحقيق المنشود ..!
حين تضيق بنا الدائرة .. و تخنقنا حدودها إلى أبعد حد ..ونصاب بالمغص والعرق ؛ لا أحد يقول لك : التزمْ عقلك و أشعلْ القلب بوصلة للخروج من مأزقك ..بل الجميع يتطوّع ليصرف لك كميّات من ( الحِكَم و الوصايا ) جلّها تعيد عليك : الميرمية المغلية والجعدة ونقيع الراحة ..!!
حينما تتوجع فإنك تتوجع وحدك ؛ على الرغم من المحيطين بك الذين يعدّون العصيَّ و قد يتألمون معك وهم منشغلون بالرد على هواتفهم أو إرسال نكتة يعتقدون بأنها جديدة على الواتس و يضحكون جداً وهم يرسلونها ..!!
أعتقد أن المقال استنفد حقوقه الطوليّة والعرضية والفكرة التي تكبر وتصغر بين السطور..!