همك همي
أتابع الأحداث منذ ستة أيام ، وأتوه بين التفاصيل بين الحين والآخر ، أضع يدي على قلبي حينا وحينا آخر قلبي يضع يده علي ويقول ” اطمن … البلد الله حاميها ” .
لا أريد عن أتحدث عن الهتافات والشعارات ، ولا الحديث عن وجع طويل الأمد حملته قلوب المحتجين ورمته على الدوار الرابع واكتشفت بأن الحمولة ما زالت زائدة والمساحة لا تتسع .
أريد أن أتحدث فقط عن حمزه … فحمزه جاء من قرية نائية من قرى الجنوب … ولم يمض عليه في الدرك سوى أشهر قليلة ، وهذه هي أولى مهماته ، يتابع ثورة شعب ، بينما في داخله تدور ألف ثورة .
منذ أسبوع غادر القرية واتجه صوب وحدته محملا بدعاء الوالدة ووصاياها ، “البلد يمه دير بالك عليها” ” وعندما وصل للوحده كان عليه أن يرتدي زي التكميل ويلبي نداء الواجب ، رأيته شاردا ويطالع بين الحين والآخر هاتفه ربما هي رسائل من زوجه أو حبيبه شاهدت الأخبار فأرسلت إليه توصيه ” حمزه خلي الناس تنفس عن حالها ” .
يشرد من جديد … الوجع الواحد … والهم واحد …. والظروف واحدة …. الفرق يبقى الشعار … بينما الأردن شعار الكل .
يخرج الهتاف من جديد ” يا دركي يا ابن عمي …. والله همك همي ” .
فيهمس …. وقد يكون همي أكبر .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com