هل لدينا خطة لإعادة اللاجئين السوريين ؟

هل لدينا خطة لإعادة اللاجئين السوريين ؟

عمر عياصرة
إشارات الاردن لموضوع اللاجئين السوريين باتت واضحة، فالملك يصفهم بالاجانب، ويعلن انهم يستهلكون ربع الموازنة، وعماد الفاخوري وزير التخطيط والتعاون الدولي يقول: إن نسبة تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية لم تتجاوز 39%.
بهذه المعطيات، يمكن القول ان الشكوى والتباكى ليستا بالاستراتيجية المناسبة لمواجهة هذه المصيبة اليومية، وايضا، لا يمكن التعويل مرة اخرى على المجتمع الدولي، فترامب في خطابه من على منصة الامم المتحدة دعا الى توطين اللاجئين وتلك رسالة مزعجة علينا مواجهتها بقوة وسرعة.
من جهة اخرى، هناك تراجع كبير في منسوب العنف والعمليات العسكرية في سوريا، فهناك مناطق آمنة على حدودنا، وهناك توافقات بوقف اطلاق النار تساهم بعودة النظام للامساك بزمام الامور.
هذه الشروط والظروف، تستدعي ان يفكر مطبخ القرار بصياغة خطة واضحة ومحددة لتأمين عودة اكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين الى مناطقهم.
لا خيار امامنا الا هذا الحل، علينا التفكير به، وصياغة آلياته الادارية والاجتماعية والنفسية، فكل يوم تأخير ستكون كلفته كبيرة على مستقبل البلد.
ادرك ان ثمة تحديات ستواجه هكذا خطة، فالمزاج النفسي للاجئ السوري لا زال خائفا من المساءلات الامنية حال عودته لبلده، كما ان الاسد وبعض رجالاته لا زالوا باردين في تشجيع اللاجئين على العودة، اضف لذلك التوقعات بتأخر اعادة الاعمار بفعل التجاذبات الدولية والاقليمية.
لكن رغم ذلك، علينا التخطيط والعمل لإعادة اللاجئين لبلادهم، توافقاتنا مع روسيا وواشنطن وغرفتنا المشتركة يجب استثمارها لخدمة هكذا هدف.
كما ان فتح معبر نصيب، يشكل ممرا عاقلا وآمنا لعودة اللاجئين الى مواقعهم، ولا ننسى علاقاتنا وتفاهماتنا مع عشائر حوران التي يمكن توظيفها لإقناع اللاجئين بالعودة لديارهم.
مرة اخرى يجب ان لا نتردد في ذلك، فمن حق اللاجئين ان نساعدهم على العودة لديارهم، ومن حق البلد علينا جميعا عدم تركها للتآكل من كل الاطراف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى