يريدوننا بيد الشيطان / سهير جرادات

يريدوننا بيد الشيطان
أصعب المقالات تلك التي تكتبها وأنت تترقب المتغيرات التي ستطرأ على الساحة المحلية ، على الرغم من تأخرها ، لكن” أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا “، وخاصة ونحن نقف بانتظار إجراء تعديل حكومي ، بعدما تردد مؤخرا في العديد من الأوساط .
بصراحة الأيام الماضية كانت حافلة بالمتغيرات ، التي ما زلنا ننتظر المزيد منها ، لتصل إلى حد قطع الرأس وعدم الاكتفاء بقطع الذنب ، وخاصة منذ أحداث قلعة الكرك ، وما حدث من أعمال إرهابية ، أدت إلى المزيد من الشهداء ،فالأردني لم ولن يبخل يوما عن تقديم الثمين فداء لوطنه الذي يعشق .
ومع كل الأسف الحكومات لا تقبل هذا العطاء، الذي يُقدم دون مقابل، وكأنها تريد منا أن نقدم أنفسنا مقابل ما تقدمه لنا من أمن وآمان ، مع أن هذا من واجبها ، ومن صميم عملها ،وأقسمتم عل ذلك ، ولا داعي للمنة، حين تقدم ماهو منوط بها من واجبات ،صحيح أنه علينا أن نقدر ونحترم ونساعد ، لكن دون منة من أي طرف ، ولا يعقل أن تذكرنا الحكومات على “الطالعة والنازلة”، بما تقدمه لنا وكأننا لا نسهم معها في ذلك ، سواء من خلال دفع الضرائب والالتزام بالأنظمة وتحمل القهر والصبر على القرارات المجحفة بحق الغالبية من المواطنين والشريحة الأكبر، والتي هي بالأسف غير مستفيدة من مقدرات البلد ، ولا تتمتع بامتيازات ، لا بالمناصب ولا غيرها ،ومحرم عليها الرواتب المرتفعة ، رغم التزامها بالأنظمة التي لا تطبق إلا عليها ، وعندما تلجأ للقانون تجده قد فصل على مقاس لا يناسبها.
هذا المواطن والطبقة التي ينتمي أصبح حديث الساعة ، ويتواجد بكثرة في نشرات الأخبار ،ويكثر ذكره عند الحديث عن الفقر والبطالة ، وانتشار المخدرات والجريمة وارتفاع مستوياتها.
وعند الحديث عن ذلك العجز الذي استوطن ميزانيتنا ، أو المديونية وزيادتها ، نجده يخلو من طرح الحلول ، أو حتى البحث في الاسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع، بعد أن قادته القرارات المجحفة التي اتخذت بحقه نحو تلك الآفات ،لأن مناقشة هذا الامر سيقودهم إلى الاعتراف ضمنيا انهم هم السبب الرئيسي والأساس وراء “دفش” المواطن إلى هذه المسارب غير الاعتيادية، فتراه يقبل على تجربة المخدرات ولن يتوقف عند جوكر أو سيجارة حشيش وسيصل الى المروانا والهريوين ووو والامر لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيصل إلى قبول المجهول بحيث يضع المواطن يده بيد الشيطان …
بالله عليكم لا تسلمونا إلى خبايا الشيطان ، بقراراتكم غير المتزنة وغير المدروسة ، الا من زاوية وحيدة بأن لا تمسكم وتمس حقوقكم وكراسيكم ومقاعدكم بأي سوء.
لماذا لا تمتلكون الجرأة ، و تتحملون المسؤولية ، وتقومون بتقديم الحلول المبنية على تحليل الأسباب التي اوصلتنا إلى ما نحن وصلنا إليه ، والمحاسبة الجادة للمسيئين والفاسدين ، وطرح كيفية حل المشكلة بعيدا عن جيوب العامة، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مخلصون لوطنهم، ويقدمون له دون مقابل ،وأن ينصب تفكيركم في كيفية استرداد أموالنا المنهوبة من قبل الفاسدين ، وأن يكون هناك موقف مشرف جدير بمن قبل حمل المسؤولية ، وأن يحاسب المسيء ويوقف النزيف ويأتي بالحل وأن يخفف عن المواطن الذي لا ذنب له ، وإلا ماذا تريدون بالمواطن إلى اين يتجه !، ووقتها كيف ستتمكنون من “المن عليه” بأنكم تتفضلون وتتنعمون عليه بالأمن والامان ، لانه عندها سيتحول إلى مخرب يسعى الى تفتيت الأمن وتبديد الامان .
لا نريد من قراراتكم أن تحول أفكار المواطن إلى أعمال عنف.
فاتقوا الله فينا وخافوا الله : ” الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ “..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى