سواليف
نشرت صحيفة “نويه تسوريشر تسايتونغ” السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن المساعدات الخليجية، التي تحصلت عليها الحكومة الأردنية، ولكنها لن تغنيها عن المسار الإصلاحي الذي تعتزم انتهاجه خاصة في ظل المشاكل الاقتصادية التي تمر بها الدولة والغضب الشعبي من غلاء المعيشة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن الحكومة الأردنية تلقت من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت مساعدات مالية قدرها 2.5 مليار دولار. وعلى الرغم من النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحققها هذه المساعدة في الوقت الحالي، إلا أنها لا تعتبر حلا جذريا لمختلف المشاكل التي يعاني منها الأردن، ذلك أن التخطيط لإصلاحات بعيدة المدى بات أمرا ضروريا وحتميا.
ونقلت الصحيفة ما أفاد به المواطن الأردني محمد الرواد، الذي تحدث عن نفسه بكل أسى وهو يقارن بين ماضي الأردن وحاضره. وقد أكد الرواد أن الشعب الأردني فقد فرحته برمضان والعيد. وفي حديثه عن وضعيته المالية، أشار محمد إلى أنه لم يعد قادرا على تحمل مصاريف الإيجار ودراسة الأطفال مؤكدا: “نحن في حاجة ماسة للمساعدة”.
وأضافت الصحيفة أن شكاوى المواطنين الأردنيين مثل محمد الرواد كانت مسموعة من قبل السلطات الحاكمة في البلاد، حيث قرر حاكم المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبد الله الثاني، إلغاء الزيادة المقررة في أسعار الكهرباء والبنزين، فيما يعتزم رئيس الحكومة الجديد، عمر الرزاز، العدول عن الترفيع في الضريبة على الدخل.
وأوردت الصحيفة أن الدول الأجنبية متضامنة مع الأردن، حيث قررت الولايات المتحدة أن تتبرع للبلاد بستة مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، بمعدل مليار دولار تقريبا في السنة. بالإضافة إلى ذلك، منحت الدول الخليجية الأردن مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار. وقد أظهر الملك عبد الله امتنانه لهذه المساعدة التي يمكن أن تساعد في تجاوز العديد من الصعوبات في الوقت الحالي وتعطي المجال للإصلاحات السياسية.
ونوهت الصحيفة بأن هذه المساعدات لن تغني الحكومة عن إحداث إصلاح جذري طويل المدى. وحيال هذا الشأن، صرح رئيس مجلس إدارة البورصة الأردنية، جواد العناني، بأنه “على الأردن أن يصبح أكثر إنتاجية وإبداعا إذا أراد التغلب على هذه الأزمة”. كما يرى العناني أن نظام “الضرائب الخفية” يضيق الخناق على المواطنين ويزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية.
ويؤكد العناني أن تفكيك التسلسل الهرمي للحكومة أصبح إجراء ضروريا. ومن وجهة نظر العناني، لا تمثل المساعدات الخليجية التي تلقاها الأردن مؤخرا حلا جذريا لما تعانيه البلاد من أزمات، وإنما يمكن اعتبارها دفعة تحفيزية لإرساء جملة من الإصلاحات.
وأفادت الصحيفة بأن دول الخليج توقفت منذ فترة عن تقديم المساعدات للأردن بسبب رفض الملك سياستها العدوانية المناهضة لإيران. لهذا السبب، تثير عودة المساعدات بهذه المبالغ الطائلة الشكوك حول إذا ما كانت في شكل مقابل لتقديم الملك عبد الله لبعض التنازلات وتغيير مواقفه السابقة. وبناء على ذلك، ليس من المستغرب أن يقدم الملك الدعم اللوجستي للجماعات الموالية للسعودية في سوريا، ويعمل على تكثيف التعاون مع إسرائيل، ويعادي الإخوان المسلمين.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن البعض يعتقدون أن مساعدات دول الخليج للأردن يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على المدى البعيد، على عكس ما يعتقده جواد العناني أو المواطن محمد الرواد الذي قال إن “أموال المساعدات سوف تستقر في جيوب الأغنياء”.
ترجمة عربي 21