هل تستجيب مصر لإسرائيل وتمنع مرور جثمان البطش؟

سواليف

أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأحد، أن إسرائيل ستطلب من الحكومة المصرية عدم السماح بإعادة جثمان الأكاديمي الفلسطيني الذي اغتيل في ماليزيا فادي محمد البطش إلى قطاع غزة، ردود فعل متباينة.

ليبرلمان أضاف في تصريحاته أن “تل أبيب لن تسمح بدخول جثمان البطش حتى تقوم حماس بإعادة رفات جنديين إسرائيليين ومواطنين إسرائيليين يعانيان من مشاكل نفسية تحتجزهما في القطاع”.

فهل ستتجاهل السلطات المصرية طلب ليبرمان؟ أم تنصاع له؟

مقومات الرفض المصري

من جهته استبعد الباحث السياسي المصري خالد الأصور استجابة السلطات لطلب ليبرلمان، وقال إنه “رغم حالة الدفء التي تمر بها العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، إلا أنني أرجح وأستبعد تماما أن تتجاوب مصر مع مطالب الكيان الصهيوني بمنع دخول جثمان العالم الفلسطيني عبر معبر رفح لعدة أسباب”.

وأضاف الأصور أن أولى الأسباب “أنه سيكون من الشطط والتجاوز الشديد قبول مصر بذلك؛ لأنه سيكون خضوعا واضحا للابتزاز الصهيوني الذي جاء عبر مطلب رسمي، يشكل افتئاتا على القرار المصري وتدخلا في صياغته”.

وحول السبب الثاني، أضاف الأصور، أن “علاقات مصر مع حركة حماس ذات منحنى إيجابي نسبيا في المرحلة الأخيرة”، مشيرا إلى أن السبب الثالث يتمثل في أن “الطلب الصهيوني الفج يتعارض مع أبسط القواعد الإنسانية في أن يدفن العالم الفلسطيني في بلده”.

مواقف مصر السابقة

من جانبه قال الباحث الفلسطيني رامي أبو زبيدة، إن “ليبرمان معروف بلغته الاستعلائية والعدائية، فهو الذي طالب ذات مرة بقصف السد العالي المصري، ولذلك بظني أن الجانب المصري لن يعير هذا الطلب أي اهتمام، خصوصا بعد تأكيد سفير فلسطين بماليزيا أنه يتم التنسبق مع الجانب المصري لنقل الشهيد وذويه لغزة، وأنه ليس هناك ما يمنع”.

وأشار أبو زبيدة إلى “مواقف سابقة فتح فيها الجانب المصري معبر رفح لإدخال جثث مقاومين استشهدوا في أثناء تلقيهم العلاج بالخارج، معتبرا أن هذا أمر إنساني بحت، وليس هناك ما يمنع من السماح بدخول الشهيد البطش ليدفن بين أهله وشعبه بغزة”.

ولكن إذا ما حصل العكس، فإن هذا الأمر “سيتسبب بحرج شديد للجانب المصري، ويعطي انطباعا للرأي العام أنه يتلقى التعليمات من الاحتلال”، وفق رأي أبو زبيدة.

ويعتقد الباحث الفلسطيني، أن “وجود الوفد الحمساوي الآن بالقاهرة سيعزز من فرص السماح بدخول جثمان الشهيد”، موضحا أنه “في حال لم تسمح مصر بذلك، فلا يملك الفلسطينيون وسائل ضاغطة على مصر، لكن الغضب الشعبي هو الذي سيكون بارزا وسيعزز من الرأي القائل إن الجانب المصري شريك مع الاحتلال بالتضييق وحصار غزة”.

وحول احتمال أن تستجيب حماس لطلب إسرائيل بتبادل رفات جنود لها، قال إن “هذا أمر ترفضه حماس كما قالت، إن فتحه قبل أن توفي إسرائيل بالتزاماتها في صفقة شاليط والإفراج عن 60 معتقلا كانوا من ضمن الصفقة وأعيد اعتقالهم”، مؤكدا أن “حماس لن تعطي معلومات مجانية للاحتلال بخصوص ما لديها سواء كانوا أحياء أو أمواتا”.

على الجانب الآخر قال المحلل السياسي المصري عزت النمر، إنه “بالنظر للجانب المصري فيحكمه زاويتان؛ الأولى: أن نظام الانقلاب يدين بوجوده ابتداء واستمراره إلى إسرائيل، وبالتالي لا يملك نظام الانقلاب أن يناقش الكيان الصهيوني أو يرد له قرارا أو أمرا”.

وأضاف النمر وهو ناشط في حقوق الإنسان : ” الجانب الإسرائيلي يملك ناصية القرار وفرضه، لذا أعتقد أن السؤال الأهم يكون حول مدى جدية الإسرائيليين في منع مرور الجثمان، أما مصر الانقلاب فهي للأسف أذل من أن تملك قرار الرفض”.

وعبر موقع فيسبوك، قال الكاتب الصحفي الفلسطيني من غزة مصطفى الصواف: “مصر تحت الاختبار”، متسائلا: “هل ستسمح بإدخال جثمان الشهيد البطش عبر مطار القاهرة مرورا بسيناء وإنتهاء بغزة؟ أم إن القرار قرار إسرائيلي؟”.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى