هل تحدث المواجهة المباشرة بين السعودية و إيران وعناصر حزب الله في سوريا؟

سواليف

جاء الإعلان السعودي عن استعداد الرياض لإرسال قوات برية في سوريا، محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إذا وافق التحالف الدولي على هذه الخطوة ليضع احتمالات المواجهة المباشرة ولأول مرة بين قواتها والعناصر الإيرانية المقاتلة مع النظام السوري إلى جانب الصدام مع مقاتلي حزب الله.

إرسال قوات برية سعودية إلى سوريا سيكون له تداعيات هائلة على الحرب في البلاد وعلى المنطقة إجمالاً. ولكن السؤال الذي طرحته صحيفة “إندبندنت” البريطانية هو ما إذا كان ذلك سيحدث فعلًا أم لا؟

الإعلان السعودي يأتي في الوقت الذي تلاشت فيه آمال السلام بانهيار محادثات جينيف، واشتداد الصراع مع قوات النظام التي تحاول حصار حلب مدعومةً بغارات جوية روسية مكثفة.

والعلاقة المضطربة أصلاً بين روسيا التي تدعم النظام السوري، وتركيا التي تدعم المعارضة قد ساءت أيضاً؛ فأنقرة تتهم موسكو بالتواطؤ في محاولة فرض “حصار التجويع” على حلب في الوقت الذي تدّعي روسيا أن تركيا تخطط لغزو سوريا.

فأي قوات سعودية ذاهبة إلى سوريا ستجد نفسها في وسط موقف شديد القابلية للانفجار؛ وعلى الرغم من أن الهدف الظاهري لتواجد مثل هذه القوات في سوريا هو محاربة داعش، إلا أنها ستجد نفسها في اشتباك مع “المتطوعين” الإيرانيين ومقاتليّ حزب الله اللبناني.

السعودية الدولة السنية القائدة في الشرق الأوسط، ستجد نفسها في مواجهة مع إيران وحلفائها. فالأعداء المريرون قد تورطوا في حروب بالوكالة في عدد من الأماكن، كانت أحدثها اليمن؛ ولكن هذه المرة سيكونون وجهاً لوجه على أرض المعركة نفسها.

ولكن هل سيحدث بالفعل هذا التدخل السعودي ضد داعش؟ فالسعودية والدول الخليجية الأخرى جزءٌ من الحملة الجوية ضد التنظيم والتي تقودها أميركا. ولكنّ هذه الدول لم تشارك في الحملة منذ شهور، حيث تقوم بالتركيز على الغارات الجوية على الحوثيين باليمن المدعومين من إيران.

أحمد عسيري، المتحدث باسم وزاة الدفاع السعودية. قال في تصريحٍ تمت صياغته بعناية الخميس الماضي أن السعودية “تستعد للمشاركة” في عمليات على الأرض بسوريا إن توافق قادة التحالف على القيام بمثل هذه الخطوة، أي أن السعودية ستنضم للقوة المحاربة على الأرض بدلاً من تكوين مثل هذه القوة.

كما ثمة احتمالٌ لانضمام السعوديين إلى الاتراك، وذلك إن حاولت أنقرة إقامة منطقة عازلة، حسبما كانت قد اقترحت ذلك في وقت سابق؛ ولكن هذا قد يقود إلى وقوع اشتباكات بين مجموعة “وحدات الحماية الشعبية” الكردية المعادية للأتراك؛ والمتحالفة مع أمريكا ضد داعش.

لذا فإن السيناريو في سويا لا يزال معقداً ومثيراً للحيرة. وربما تتضح خطط التحالف المناهض لداعش عقب اجتماع الناتو في بروكسل، والمقرر انعقادة الأسبوع القادم. لكن لا يزال من غير المرجح حتى الآن أن تقوم السعودية بأي خطوة بمفردها.

هذه المادة مترجمة بتصرف من “اندبندنت”، وللاطلاع على النسخة الأصلية إضغط هنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى