هكذا غيرت الحادثة حياته..  الفتى صالح يتحدث عن أحلامه وطموحه

غيث التل

رغم مرور عامين على الحادثة الأكثر إيلاماً في الأردن والتي تفاعل معها العالم اجمع، بعد ان تعرض الفتى (صالح حمدان) المعروف بـ”فتى الزرقاء” لعملية خطف من قبل بعض المجرمين مقدمين على قطع ذراعيه وفقأ إحدى عينيه، إلا ان قصة الفتى ما تزال عالقة في اذهان كل من عاصرها، فقد شكلت هذه الحادثة التي كانت كفيلة بتحطيم أي انسان، نقلة نوعية بحياة صالح رغم انه لم يكن قد بلغ السادسة عشر من عمره.

بإرادة من حديد تجاوز صالح محنته وانطلق للحياة بذراعين صناعيتين، مؤكداً ان الإرادة تهزم المستحيل، فها هو اليوم يجتاز امتحان الثانوية العامة بعد ان اعتقد الجميع ان حياته انتهت فعلاً وانه سيكون بعداد الأحياء الأموات.

يصف صالح مشاعره خلال حديثه لـموقع سواليف مؤكداً انها تفوق كل وصف، ولا تشبهها أي فرحة في الدنيا، ويقول: “امتلك شعوراً مميزاً، وفرحة لا تساويها فرحة، تعبت كثيراً، لم أكن كأي طالب عادي، فظروفي كانت صعبة جداً بسبب عدم قدرتي على الكتابة بسهولة ويسر، كما ان اموري النفسية لم تكن بأحسن حال، الحمد لله تخطيت الصعاب التي تهد الجبال واستطعت ان أصل حيث اريد.

ويكشف صالح طموحه القادم، فهو يريد ان يدرس القانون لكنه لا يريد ان يكون محامياً وإنما سيكمل سعيه خلف حلمه ليصبح قاضياً ينصف المظلومين، مبرراً هذا الأمر بأنه أحد الأشخاص اللذين ذاقوا مرارة الظلم، ورغم انه استطاع تحصيل حقه وفق قوله، ووقف الجميع بجانبه وقدموا له الدعم الكبير، إلا ان اشخاصاً اخرين ربما لا يجدون من يساعدهم وينصفهم ويقف بجانبهم فيبقى الظلم يطاردهم مدى الحياة، لذا فهو يريد ان يكون منبراً للعدالة يدافع عنهم، ولا يريد لقصته ان تتكرر مع أحد غيره، متمنياً ان ينال قبولاً في الجامعة بالتخصص الذي يريد.

مفاجأة كبرى

فجر صالح عن مفاجأة كبرى فهو لم يكن يرغب بإكمال دراسته قبل الحادثة ولم يكن بمخيلته ان يصل للثانوية العامة أصلاً، وكان طموحه لا يتعدى الالتحاق بأحد الأجهزة الأمنية العمل بها، لكن الفاجعة التي المت بها غيرت مسار حياته بالكامل ودفعته لتحقيق مالم يكن يحلم به.

وهو الأمر الذي أكدته والدته السيدة مريم الكرزون، مبينةً أنه لم يكن يفكر بالدراسة لكنه بعد لملمة جراحه وآلامه بدا إصراره كبيراً على إكمال دراسته.

وعبرت “ام صالح” عن فرحتها الكبرى بنجاح فلذة كبدها مؤكدة انه يعوضها شيئاً من الحزن الذي عاشه والظروف القاسية التي مرت بها، ورغم أن ألامها كبيرة لا يمكن لها ان تمحى بسهولة إلا ان نجاح ابنها ادخل الفرحة في قلبها بشكل حقيقي للمرة الأولى منذ زمن طويل.

واستطاع صالح تجاوز امتحان الثانوية العامة محصلاً علامةً جيدةً جداً وهي 85.15% وتصدرت الصور الخاصة بكشف علاماته مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن وتفاعل معها الكثير من العرب.

وكانت اعلى محكمة قضائية في الأردن وهي محكمة التمييز قد اقرت بإعدام ستة من المعتدين على الشاب صالح إضافة لإصدارها أحكاماً بالأشغال الشاقة لمتهمين آخرين في القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى