الأردنيون في السعودية !!

مقال الاثنين 7-11-2016
النص الأصلي
الأردنيون في السعودية !!
عندما يلوح منخفض جوي في المنطقة ،الأرصاد الجوية تتنبأ بالوصول ،الدفاع المدني يحذر،الأمن العام يرفع الجاهزية،والدولة كلها تستعد لتغير الطقس الطارئ الذي قد يستمر يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير..لكن عندما تلوح أزمة اقتصادية في المنطقة كل الجهات المعنية تختفي، وتتنصل من واجباتها لتترك المواطن الأردني وحيداً في عين العاصفة.
يوماً بعد يوم ، تتسع رقعة القلق بين الآلاف من أبنائنا المغتربين في السعودية على مصيرهم المهني ورواتبهم المتأخرة ،بينما الحكومة بوزيري خارجيتها لم تنتبه بعد ولم تتخذ أي خطوة تطمينية لهؤلاء المغتربين ، كما لم تجتمع بفريقها الاقتصادي لتضع خطة طوارئ في حال قرر هذا العدد الكبير من المقيمين في المملكة العربية العودة إلى حضن بلدهم فيما لو ساء الوضع الاقتصادي هناك.
الأردني يعضّ على وجعه هناك متحملاً تغير الاقتصاد السعودي الذي يتعرض للضغط بين فكين فولاذيين؛ انخفاض أسعار النفط من جهة وحرب اليمن التي ألقت بتبعاتها على كثير من القطاعات المهمة مثل قطاع الإنشاءات وشركات المقاولات وأعمال القطاع الخاص بمجمله من جهة أخرى ،متأمّلاً – الأردني- أن يحدث انفراجاً قريباً في أي من الأزمتين علّ الأمور تعود إلى طبيعتها..
بعض الموظفين والعاملين في قطاعات الإنشاءات مضى أكثر من تسعة شهور على آخر راتب تم استلامه وهم يقفون بين حيرتين حيرة الانتظار الذي قد يطول مما يعني تراكم الديون واستحالة السداد، وحيرة الرحيل وفقدان فرص العودة في حال تحسن الوضع الاقتصادي لكنهم في الحالتين ليسوا على ما يرام فهناك أكثر من 400 ألف أردني يعملون في المملكة الشقيقة كانوا يرفدون الاقتصاد الوطني بحوالات تصل إلى 1.5 مليار دينار سنوياً لا نريد أن نخسرها إلى الأبد ونصاعد من نسبة البطالة المرتفعة أصلاً.
لا يليق بالحكومة أن تقف موقف المتفرّج، سيما وأن الأزمة باتت قريبة ورياحها الجنوبية تهب علينا على شكل زفرات خوف وقلق، يجب ان يتم التحرك بخطوط متوازية ، الخط الأول: دبلوماسيا، لا بد من أن يقوم أحد وزيري الخارجية والمعني بشؤون المغتربين ببحث أوضاع الأردنيين العاملين في القطاع الخاص السعودي مع وزارة العمل هناك وضمان حقوقهم ، والتقاء الجالية الأردنية ومساندتهم والوقوف الى جانبهم ولو معنوياً “فنفس الرجال يحيي الرجال” كما يقولون..والخط الثاني: على الحكومة ان تكون مستعدة ما استطاعت ان تستوعب الأعداد فيما لو أخذت قرارها بالعودة نهائياً إلى البلد..لا بتوظيفهم، فنحن نعرف “البير وغطاه” وانما بتشغيلهم وتسهيل استثمارهم، بإعفائهم من كافة أشكال الضرائب والرسوم والتزامات الضمان في حال قرروا فتح مشاريع صغيرة بما تبقى لديهم من مدخرات،علّهم يحركون السوق الراكدة أصلا والمساهمة في تدوير الكفاءات فيما بينهم، فرب ضارة نافعة…
غير مطلوب من الحكومة أن تضع يدها في جيب المواطن العائد إلى وطنه طلباً للإستقرار “لتدعمه”..وإنما مطلوب منها ان تخرج يدها من جيبه لتتركه يبحث عن رزقه دون شراكة او جباية..
التغاضي عن الوجع لا يبرئه وإنما يضاعفه ويفاقمه..علينا أن نستعد لكل الاحتمالات فالأوطان لا تضيق بأبنائها وان عقّوا فكيف بمن برّوا..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫17 تعليقات

  1. بارك الله بك……
    لو الحكومة ترحمنا على أقل تقدير………….. ويفهموا أننا لسنا بقرة دائمة الحلب……….. فالضرع بات أقرب للجفاف

  2. اتمنى الغاء الجمارك والضرائب على سيارات المغتربين ويكون اعفاء كامل لسيارات المغتربين بدل ان تباع باقل الاسعار وبخسارة كبيره على المغترب

  3. الله المستعان يا أبو الزعبي .. الله يستر من قادم الأيام .. أحيانا أنظر إلى أبنائي الصغار وأشفق عليهم .. وأردد في قلبي دعوة أمي الله يرحمها .. الله يعينهم على زمانهم ..
    كل التحية لك أحمد حسن الزعبي .. أيها المغترب السابق ويا من تحمل هم المغتربين دوما .. مقالك سيبقى للمغترب قهوة الصباح بنكهة الوطن..

  4. ابو الزعبي صح لسانك و عداك العيب
    و إن شاء الله صوتك يوصل لصناع القرار

  5. اخي الكاتب حسن الزعبي جزاك الله خير عالموضوع المطروح للاسف الحكومه في تجاهل متعمد ضد حقوق المواطنيبن جميعاً،،،، بعد ارتفاع رسوم التأشيرات قبل حوالي الشهر وكان الارتفاع غير منطقي ومجحف بحق الاردن والاردنيبن ويتعارض مع المعامله بالمثل بين البلدين متجاوز كل القوانيين والعرف المعروف لمثل هذه المواضيع المتفق عليها دوليين،،، وقامة الحكومه على اصدار فرمان بأنه تسع لحل الموضوع مع السعوديه وللاسف كله ضحك على الحئ والاستخفاف بنا جميعاً يعني الحكومه والله مووو سأله عنا ولا همها امر المواطن الغلبان.. علماً بأنه الظلم الوقع علينا ظاهر متل عين الشمس ولا يحتاج لنقاش طويل ومفصل لووو كان الرد عليهم بالمثل لما كان حيطنا واطي،،، حسبنا الله ونعم الكيل في حكومه عاشت رخيصه وستموت رخيصه

  6. احسنت استاذنا الكريم
    ما ذنبا في مزاجية بعض الوزراء و مرض بعضهم النفسي …. هذه السنة كانت كارثية بامتياز على المغتربين وابنائهم و المجزره التى حصلت لابنائنا وحرمانهم من الدخول للجامعات .

    الان ولدي يدرس في احد الجامعات الخاصة بالسعودية و تكلفته السنوية تتجاوز 20000 دينار اردني والله حرام اي ما يعادل اكثر من 50% من الدخل السنوى فماذا تبقى لنا من الدخل .

  7. عالاقل اعفاء جمركي على السيارات وتبقى سياراتنا معنا
    لانه باختصار لو اي احد اخذ خروج نهائي بضطر يبيع السياره باقل سعر اذا كانت باسمه واذا كانت اقساط بتنازل عنها دون اي مقابل عشان البنك يخلي طرفه
    عن جد الواحد قرف

  8. بارك الله فيك على اهتمامك بالمغتربين الاردنيين – نعم نحن في حيرة من امرنا فبالرغم من حبنا الكبير لوطننا الا اننا عاتبون عليه لعدم اهتمامه بنا

  9. اخ زعبي انت تتكلم عن فئة معينة من المغتربين لا اعلم كم عددهم ولكن 99%من الاردنيون غي السعودبة هم بخير والحمد لله ولا ينقصنا الاشوية هواء من بلالدنا

    1. ما شاء لله دكتور بتعرف ٣٩٦ الف أردني في السعودية.
      الله يوفقك في عملك وان شاء لله بضل في خير وراحة بال دائماً بس للأسف نسبة القلق على المستقبل المهني زادت اكثر من ١٪‏ لدى الاردنيون في السعودية من بدايات ٢٠١٦ وهذا الشيء ملموس وواقع.
      نحمد الله على كل حال والأرزاق مكتوبة ولكن لا بد من الأخذ في الأسباب.

  10. إصلاح جماعة المؤمنين وطوائفهم:
    قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9].
    وجب على المسؤولين قدر ما يستطيعون العمل للاصلاح بين المسلمين في جميع بلاد الاسلام
    لان في ذلك منفعة للعباد
    ،!!!!

  11. جزاك الله خيرا استاذ احمد على هذه الكلمات،
    لربما من بعض الاقتراحات التي من الممكن ان تخفف على المغتربين الاردنيين في السعودية هي طلب الاردن من السعودية اعطاء الاردنيين الأولوية في العمل في السوق السعودي، بما ان محاولات الانضمام للتعاون الخليجي قد تبخرت، لربما يكون لهذه الميزة ان تحقق للاردنيين في السعودية نفسا اضافيا يخفف عليهم من قساوة الظروف التي يعيشونها. نقول باننا نقترح ،، ونتمنى ،، فلربما ،،،

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى