انتو فين والحبِّ فين / عودة عياصرة

انتو فين والحبِّ فين
استيقظت اليوم صباحاً متوجهاً الى عملي ، مررتُ بمحاذاة دكّان ابو هاني والبالونات الحمراء تزيّن الدكان ، بعدها وصلت الى المخبز والخباز مصطفى يلبس تيشيرت أحمر مرشوق بالطحين ويسألني : عاوز فطاير ولا خبز مشروح يا عوده ؟ ، حتى مررت بمعاطة ابو خالد وأقفاص الدجاج على غير المعتاد مدهونه باللون الأحمر .

الى ان وصلتُ مكان عملي وبدأتُ اسبوعي بعقوبه من مديري ، ما لفت انتباهي ان المدير كتب لي التنبيه بالقلم الأحمر ، لم استفسر عن سبب العقوبه بل سألتهُ لماذا كتب لي العقوبه باللون الأحمر ، ضحك وأجابني : لكي تنسجم عقوبتك مع عيد الحب .

وتختلف عادات الشعوب في الاحتفال بعيد الحب ، ففي سوريا يتباركُ عيد الحب بدماء الشعوب وأشلاء الأطفال المتطايره ، في بغداد تصرخُ التفجيرات بلحن الحب والمضرجون بدمائهم من حولها يتراقصون ، في مصرَ يعتصمُ الحبُّ في ميدان التحرير مطالباً بأكثرهم عطشاً للدماء رئيساً للبلاد ، وفي فلسطين يزدحم الموت فيلوّنُ المجاهدين الأنفاق باللون الأحمر ويستقبلون بصدورهم رصاصةَ المحتل لتستقرّ حُمرةَ قلوبهم .

خيمةُ اللاجئ ومعدةُ الفقير وبردُ المشرّد تحتفلُ معنا بعيدنا ، دمعةُ العجوز وجنازةُ الشاب وجوعُ الطفلِ يحتفلون بالحب ، بسمةُ الشهيد وزغاريدُ نساء الحي وتنهيدةُ الرجال على بيوتهم المحطّمه تهنئنا بعيد الحب ، قضبانُ الأسرى وركعاتُ الأقصى وصبر القطاعِ وحجارنه تباركُ عيدنا .

مقالات ذات صلة

يا لسذاجتنا نحتفلُ بعيد الحب ونتركُ عيد القتل والموت ، نجعلُ للحب عيداً وننسى اعيادنا الحمراء في طرابلس والقدس ودمشق وصنعاء ، مبتورٌ ساقُ الحبِّ في مدائننا ، فلنكن أكثرُ انصافاً ولنصنع من دمائنا شلّالاً عنيفاً من وجع الحب .

ايها المحتفلون بعَيبِ الحب انتو فين والحبِّ فين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى