عراك داخل البرلمان التركي للمرة الثانية خلال ساعات (فيديو)

سواليف

وقعت اشتباكات بالأيدي بين نواب أتراك من “الحركة القومية” (يميني قومي متطرف) ونواب حزب “الشعب الجمهوري” (أكبر أحزاب المعارضة)، بمشاركة نواب “العدالة والتنمية” (الحاكم)، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اشتباكات حصلت أمس بين نائبات، لتكون الحادثة الثالثة من نوعها منذ بدء مناقشات التعديلات الدستورية المقترحة من قبل كل من “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، والتي ستتيح التحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.

واندلع الخلاف بعد أن اتهم نواب “الشعب الجمهوري” نواب “الحركة القومية” بإجراء مساومات مع حزب “العدالة والتنمية” لتمرير التعديلات الدستورية، مقابل الحصول على حقائب وزارية.

وخلال رده على الاتهامات التي نالت نواب “الجمهوري” باحتلال منبر البرلمان، بعد الاشتباكات التي وقعت أمس، ذكّر أوزغور أوزال، رئيس الكتلة البرلمانية لـ”الشعب الجمهوري”، بقيام نواب “الحركة القومية” باحتلال منبر البرلمان عام 2012، خلال منافشة قانون البلديات الكبرى الذي قدمه العدالة والتنمية.

وقال أوزال: “لا أود أن أقوم بدور المعارض للمعارضة”، ليرد عليه رئيس الكتلة البرلمانية لـ”الحركة القومية”، النائب إركنا أكجاي، بتذكير “الشعب الجمهوري” بالمفاوضات التي دخلها مع “العدالة والتنمية” لتكوين الحكومة الائتلافية، بعد انتخابات يوينو/حزيران 2015، والتي خسر فيها “العدالة والتنمية” الغالبية البرلمانية الكافية للتفرد بالحكم، قبل أن يستعيدها في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني اللاحقة.

وكانت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قبل أيام، قد أعادت فتح موضوع مشاركة “الحركة القومية” في الحكومة التركية، سواء في المرحلة الانتقالية التي سيتم فيها تحويل التعديلات الدستورية إلى الاستفتاء الشعبي، أو بعد إقرار النظام الرئاسي، ودخوله حيز التنفيذ بعد انتخابات 2019، مما أثار جدلا سياسيا بين أحزاب المعارضة، التي اتهمت الحركة بعقد صفقة مع “العدالة والتنمية”.

وأثناء المقابلة التي أجراها مع قناة “فوكس تي في”، قال يلدريم: “بالتأكيد سيستفيد حزب “الحركة القومية” من العملية، وستتوحد أصوات الجناح اليميني، وفي مرحلة النظام الرئاسي من الممكن أن يتم تعيين وزراء قريبين من الحركة، أو حتى منها. في النهاية تجري السياسة بحسب توازنات المجتمع”.

وخلال الجدل الذي اندلع في البرلمان بين نواب “الحركة القومية” ونواب “الشعب الجمهوري”، أكد بعض النواب أن يلدريم هو من فتح هذا الباب، ليتدخل نواب “العدالة والتنمية”، ويزداد التوتر، مما دفع مديرة جلسة الجمعية العامة، النائبة عائشة نور باهجة كابيلي، لرفع الجلسة بشكل مؤقت، إلا أن حدة النقاشات لم تخف.

وبينما كان النائب عن “العدالة والتنمية”، عثمان أشكين باك، يتجادل مع نواب “الشعب الجمهوري”، أكد النائب عن “الحركة القومية”، ذهني أجبا، أنه لا يوجد أي صفقة بين حزبه وبين “العدالة والتنمية”، موجها كلامه لنواب “الشعب الجمهوري”، بالقول: “إن كان هناك من قام بصفقة فهو دون شرف، ولكن إن لم يكن هناك صفقة فإن من يقول إنها موجودة فهو دون شرف خمسة أضعاف”، ليتدخل النائب أوزغور أوزيل موجها كلامه للنائب أجبا، بالقول: “وجهوا هذا الكلام لأنفسكم”.

وبعد أن تدخل النائب عن “الجمهوري”، حسنو بوزكورت، موجها كلامه لـ”العدالة والتنمية”، بالقول: “لمَ تعترضون؟ إن رئيس الوزراء بذاته تحدث عن الأمر”، فقام النائب عن الحزب الحاكم بمحاولة التوجه نحو بوزكورت لضربه، ليقوم نواب “العدالة والتنمية” بمنعه من ذلك.

وشهد أمس الخميس اشتباكات بالأيدي بين النائبات في البرلمان، بعد أن قامت النائبة المستقلة والمقربة من “الشعب الجمهوري”، ألين نازلي أكا، بتكبيل يدها بواسطة “كلبشات” إلى الميكروفون المتواجد في منبر البرلمان، اعتراضا على التعديلات الدستورية، لتبدأ نقاشات حادة بين نائبات “العدالة والتنمية” ونائبات “الشعوب الديمقراطي” (الجناح السياسي لـ”العمال الكردستاني”)، اللواتي قمن بإنشاء حلقة لحماية النائبة من محاولة إبعادها عن المنبر، لتندلع اشتباكات بين الطرفين، مما أدى إلى نقل عدد من النائبات من الحزبين إلى المستشفى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى