سواليف
نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريرا تحدث فيه عن شعور الكثيرين بالإحباط والملل عندما يطلب منهم تغيير كلمات السر باستمرار، أو استبدالها بأخرى أكثر تعقيدا، حيث يعود السبب في ذلك إلى عدم إدراكهم للمخاطر التي قد يتعرضون لها، عندما يتم اختراق بريدهم الإلكتروني، وهو ما يمكن أن يسبب لهم العديد من المشاكل القانونية والمالية والاجتماعية.
وقال الموقع في تقريره ، إن مستخدمي الإنترنت غالبا ما يقللون من خطورة احتمال تعرض كلمة السر الخاصة بهم للسرقة، متعللين بأنهم في النهاية ليسوا من المشاهير والأثرياء وليس لديهم شيء يخافون عليه. وفي الواقع، سيصبح الوضع مخيفا للغاية إذا ما تحصل المتسللون على المعلومات، باعتبار أنهم سيشاهدون صورهم الشخصية ومراسلاتهم مع زملائهم وأقاربهم، وسيصلون إلى ملفاتهم السرية.
ونبه إلى أن الشيء الأكثر خطورة عند تعرض البريد الإلكتروني للاختراق، ليس الاطلاع على الأسرار الشخصية، بل نشر المتسللين لرسائل باسم المالك الحقيقي للحساب، خاصة وأنه يمكننا إرسال أي شيء عبر صندوق بريد المخترق، بداية من رسائل الدعاية المزعجة وصولا إلى الفيروسات وبرمجيات الاختراق والتخريب.
ولتبين خطورة هذا الموقف، يمكن فقط تخيل شعورك عندما يتلقى أحد أقاربك أو أصدقائك أو زملائك في العمل أو حتى مديرك رسالة من عنوانك، وعند فتحها يتعرض حاسوبه للتدمير بسبب برمجية خبيثة، أو تظهر له في الشاشة مواد غير لائقة مثل الصور الإباحية.
واعتبر الموقع أن هذا الخطر بمفرده، يفترض أنه قادر على إقناع أي شخص بأخذ دقيقتين من وقته لتجديد كلمة السر أو جعلها أكثر تعقيدا، من أجل حماية نفسه من الاختراق. ولمن لم يقتنعوا بهذه الفرضية، هناك مشاكل أخرى قد يواجهونها.
ويقول إن من يعرضون أنفسهم للاختراق، قد يتعرضون لعملية الاصطياد والتحيل من أجل حيازة كلمات السر الخاصة بهم، ويحدث ذلك من خلال إرسال رابط إلى حسابهم، يعلمهم بوجود مشاكل في الحساب ويطلب منهم اتباع الرابط من أجل إعادة تفعيله. وعندما يقومون بإرسال اسم المستخدم وكلمة السر الخاصة بحسابهم، يحصل المخترقون على هذه المعلومات بشكل فوري.
وعموما، قد تمكن مثل هذه المعلومات المتسللين من الدخول إلى الحسابات المالية على شبكة الإنترنت. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الحساب المخترق كقاعدة من أجل توجيه نفس الرسالة الطعم إلى الأشخاص المقربين منه والاحتيال عليهم.
وأشار الموقع إلى أن مشكلا آخر قد يتعرض له من يتم اختراق بريدهم الإلكتروني، هو أن المتسلل قد يصبح قادرا على الدخول إلى حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي والمتاجر الإلكترونية ومنصات الترفيه والألعاب، وكل الأماكن التي يتم فيها التسجيل بعنوان البريد الإلكتروني.
وعند حصول هذا الأمر، يصبح المتسلل قادرا على تدمير حياة الضحية بعدة أشكال، من خلال الإساءة لمسيرته المهنية وعلاقاته مع الأشخاص المقربين، أو إفساد اتصالاته مع أصدقائه وصورته في شبكات التواصل الاجتماعي، وهو أمر قد يفعله المتسللون إما بدافع التسلية والسخرية من الآخرين، أو لأنهم مدفوعي الأجر من قبل شخص يريد الإساءة للضحية.
وحذر الموقع من أن من يعرض نفسه لاختراق بريده الإلكتروني، هو كمن يسمح لأحد الغرباء لدخول غرفة نومه أو حمامه، دون إذن منه نظرا لأنه يصبح قادرا على الاطلاع على جميع الأسرار، وحتى إذا كان الضحية لا يمتلك أي حسابات إلكترونية يخشى عليها، سيسبب له ذلك شعورا عميقا بالانزعاج.
وأشار إلى أن دخول المتسللين إلى البريد الإلكتروني، يعني دخولهم إلى المحفظة الإلكترونية أو الحساب البنكي والحصول على كل المعلومات المالية الخاصة بالضحية، مثل رقم الضمان الاجتماعي، ورقم حساب التقاعد، وإقراراته الضريبية والمتاجر التي يبتاع منها احتياجاته.
وبحسب الموقع، تتمثل خطورة هذا الأمر في أن المتسلل يمكن أن يستخدم حسابك من أجل التلاعب بإقرارك الضريبي في المواقع الحكومية، أو يطلب قرضا بنكيا بالنيابة عنك، أو يقوم بدفع ثمن مشتريات باهظة الثمن في دولة أخرى لا تعرفها.
وأضاف الموقع أن التعرض لاختراق البريد الإلكتروني من قبل متسلل مختل عقلي، هو أمر لا يحدث فقط في أفلام هوليوود، حيث أن هذا النوع من الأشخاص يمكن أن يطلع على الأسرار الشخصية للناس ويهددهم بكشفها أمام عائلاتهم وأصدقائهم.
وذكر الموقع أن الخطر الآخر الذي يهدد من يعرضون أنفسهم لسرقة كلمات السر الخاصة بهم، يتمثل في التعرض بعد ذلك لسرقة هوياتهم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون عنوان البريد الإلكتروني لتسجيل أنفسهم في كل المواقع وتسديد فواتيرهم وضرائبهم وعديد الخدمات الأخرى.
وعموما، من الممكن أن يقع هؤلاء الأشخاص في هذا الفخ بكل بساطة، حيث أن المتسلل يمكن أن يتكلم بالنيابة عنك ويتظاهر بأن جواز سفره ضاع منه، ويطلب عبر الإنترنت إصدار جواز جديد. وقبل أن يكتشف الضحية الأمر، باعتبار أن عملية الدفع لم تتم عبر محفظته الإلكترونية، يكون المتسلل قد سرق منه هويته، وتأمينه الصحي فضلا عن العديد من الأشياء الأخرى.
وحول طرق التوقي من هذا الخطر، ذكر الموقع أنه يجب أولا وقبل كل شيء عدم تجاهل النصائح وارشادات السلامة التي تظهر لنا على الشاشة عندما نكون بصدد فتح صندوق البريد أو دخول مواقع التواصل الاجتماعي، فهي لا يتم إرسالها من أجل إزعاج المستخدم، بل من أجل تحذيره من كل المخاطر المحتملة.
وأضاف الموقع أنه يجب توخي الحذر إزاء العديد من النقاط الأخرى، مثل استخدام نفس العنوان البريدي كاسم مستخدم في مواقع أخرى. كما أن استعادة كلمة السر لا يجب أن يكون عبر البريد الإلكتروني بل عبر الهاتف الشخصي. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من توخي الحذر من الضغط على بعض الروابط دون التثبت من مصدرها ومدى صدقها. ومن الأفضل استخدام كلمات سر تكون صعبة على الآخرين، أي لا يمكن توقعها أو الوصول إليها عن طريق الصدفة. ومن جهتهم، ينصح الخبراء بتغيير كلمة السر بشكل دوري.