أثيرت تساؤلات حول تأثير #قلة_النوم على #صحة_الإنسان على أثر وفاة الفنان المصري مصطفى درويش، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أنه كان يعاني من قلة النوم ولا ينام جيدا، ولهذا فسر البعض موته بأنه مرتبط بالأرق وقلة النوم.
وكثير ما كان يتم ربط النوم الجيد بالصحة الجيدة، حيث ينصح #الأطباء الناس بضرورة النوم ليلا على الأقل 8 ساعات يوميا، ووفقا لدراسة قام بها باحثون في جامعة واشنطن الأمريكية فإن الأشخاص الذين ينامون 6– 8 ساعات يوميا يحافظون على نشاط دماغهم.
ونقلت شبكة سي إن إن عن الدكتور براندن لوسي، المشارك في وضع الدراسة، وهو أستاذ مساعد في طب الجهاز العصبي، ورئيس قسم “مركز طب النوم في سانت لويس” التابع لجامعة واشنطن، قوله إن “الفرد إذا نام أقل من 5 ساعات ونصف يوميا، فإن أداء إدراكه المعرفي سيتراجع حتى بعد فحص كل العوامل المتعلّقة بالعمر، والجنس، ومرض ألزهايمر”.
قلة النوم والموت
لكن يبقى السؤال المهم هو: هل يمكن أن تتسبب قلة النوم بالموت؟ وليس فقط الإضرار بالصحة بشكل عام؟
الأستاذة المساعدة في علم #الأعصاب بمعهد بلافاتنيك لعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، دراجانا روجولجا، أكدت أن “قلة النوم يمكن أن تسبب #الموت، وقد ظهر هذا على الحيوانات في المختبر، حيث وجدنا أن الموت يمكن أن يكون بسبب أكسدة الأمعاء في الحيوانات المحرومة من النوم”.
وأشارت روجولجا خلال حديثها لـ”عربي21 لايت” إلى نتائج دراسة أجرتها هي وعلماء أعصاب آخرون في جامعة هارفارد حول العلاقة بين قلة النوم والموت، حيث حددوا علاقة سببية غير متوقعة بين الحرمان من النوم والموت المبكر.
ووجد العلماء خلال الدراسة التي أجروها على ذباب الفاكهة المحروم من النوم، أن الموت يسبقه دائمًا تراكم الجزيئات المعروفة باسم مركبات الأكسجين التفاعلية (ROS) في القناة الهضمية.
وعندما أُعطي ذباب الفاكهة مركبات مضادة للأكسدة تعمل على تحييد وإزالة أنواع الأكسجين التفاعلية من القناة الهضمية، ظل الذباب المحروم من النوم نشطًا وكان له عمر طبيعي، كما أكدت تجارب إضافية على الفئران أن أنواع الأكسجين التفاعلية تتراكم في القناة الهضمية عندما يكون النوم غير كافٍ.
وتشير النتائج إلى إمكانية بقاء الحيوانات على قيد الحياة دون نوم في ظل ظروف معينة، وقال الباحثون إن النتائج تفتح آفاقًا جديدة للدراسة لفهم العواقب الكاملة لعدم كفاية النوم وقد تُعلم يومًا ما تصميم مناهج لمواجهة آثاره الضارة على البشر.
وقالت روجولجا في الدراسة المنشورة على موقع جامعة هارفارد: “اتخذنا نهجًا غير متحيز وبحثنا في جميع أنحاء الجسم عن مؤشرات الضرر الناجم عن الحرمان من النوم، ولقد فوجئنا عندما اكتشفنا أن القناة الهضمية هي التي تلعب دورًا رئيسيًا في التسبب في الوفاة”.
وأضافت: “والأكثر إثارة للدهشة أننا وجدنا أنه يمكننا إنقاذ الذباب في كل مرة عند تحييد أنواع الأكسجين التفاعلية في القناة الهضمية”.
في كثير من الحالات تكون قلة النوم خيار شخصي، ولكن هل يمكن أن يكون هناك أسباب مرضية سواء عضوية أو نفسية قد تمنع النوم؟، قالت روجولجا لـ”عربي21 لايت”: ” نعم، هناك العديد من الأسباب العضوية لسوء النوم، أيضا هناك طفرات يمكن أن تسبب قلة النوم، والتي تم وصفها في بعض العائلات، كما يمكن أن يتسبب المرض أيضًا في اضطراب النوم”.
آثار بشعة
بالمقابل قال موقع “هيلث لاين” في تقرير له عن النوم السيئ، إن الحصول على قسط أقل من النوم مما تحتاجه لليلة أو ليلتين يؤدي إلى تمضية يوم سيئ.
ووفقا للتقرير الذي ترجمته “عربي21″، فإن قلة النوم قد تعرض الإنسان لآثار صحية سلبية، حيث قد يؤدي النوم لمدة ساعة أو ساعتين فقط يوميا إلى حدوث الأعراض الصحية السلبية الآتية:
- تباطؤ رد الفعل
- تغيرات وتقلبات في المزاج
- ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض
- تراجع الصحة العقلية
كذلك شرح التقرير أن تأثير عدم النوم لعدة أيام يمكن أن يؤثر على الجسم بنفس الطريقة التي يؤثر بها التسمم.
تأثير عدم النوم لمدة يوم
تشير الأبحاث إلى أن البقاء مستيقظًا لمدة 20 إلى 25 ساعة يؤثر على تركيزك وأدائك، بشكل مشابه لتأثير الكحول على جسمك، وعليك تجنب القيادة، لأنك ستشعر بالأعراض الآتية:
- النعاس المفرط
- ضبابية في الرؤية
- تغيرات في المزاج
- صعوبة في التركيز
- الاهتزاز أو توتر العضلات
تأثير الاستيقاظ لمدة يوم ونصف
بالمقابل حينما تبقى لمدة 36 ساعة دون نوم، ستبدأ في ملاحظة تأثير أكبر بكثير على الصحة، حيث قد يؤدي الاضطراب في دورة النوم إلى زيادة إنتاج الكورتيزول (هرمون التوتر).
اقرأ أيضا:
تعرف على فوائد الأطعمة المخمرة للصحة النفسية للإنسان
ويمكن أن تؤثر الاختلالات الهرمونية على ردود الفعل والوظائف النموذجية لجسمك، وقد تلاحظ تغيرات في حالتك المزاجية وشهيتك أو زيادة التوتر أو القشعريرة وتغيرات أخرى في درجة حرارة جسمك، كذلك يمكن أن تنخفض نسبة الأكسجين في جسمك عندما تظل مستيقظًا لهذه المدة الزمنية.
كما أن هناك أثارا سلبية أخرى للبقاء 36 ساعة دون نوم، وهي:
- ضعف في الذاكرة
- انخفاض الطاقة والتحفيز
- تشتت الانتباه
- الصعوبات في اتخاذ القرار
- التعب الشديد والنعاس المُفرط
- صعوبة التحدث بوضوح
تأثير الاستيقاظ لمدة يومين
وفي حالة بقائك مستيقظا لمدة يومين فأنك ستواجه عواقب ونتائج وخيمة أكثر، حيث ستشعر بضبابية وكأنك منفصل تماما عن ما يحدث حولك، كذلك قد تجد صعوبة في التذكر والتركيز، وقد تشعر بالكآبة ويصبح مزاجك نزقا وحاد الطباع.
وفي الناحية الجسدية سيؤثر عدم النوم على جهازك المناعي بشكل سلبي، ما يزيد من احتمالية تعرضك للمرض، لأن جهازك المناعي لن يحارب المرض كما هو معتاد بسبب قلة النوم.
تأثير الاستيقاظ لمدة 3 أيام
وفي حال بقيت لمدة ثلاثة أيام دون نوم، فإن الآثار السلبية ستتفاقم أكثر، ومن المحتمل أنك لن تكون قادرًا على التفكير كثيرًا، وربما ستجد صعوبة في التركيز على المحادثات وعملك وحتى أفكارك الخاصة وكما أنك ستفقد القدرة على القيام بالأنشطة البسيطة، وقد تلاحظ أن قلبك ينبض بسرعة أكبر من المعتاد.
ومن المحتمل أيضًا أن تلاحظ تغيرات في المزاج، وليس غريبا أن تجرب الشعور بالاكتئاب أو القلق أو جنون العظمة بعد عدم النوم لبضعة أيام.
ويمكن أن يؤثر عدم النوم لهذه المدة الزمنية أيضًا على إدراكك للواقع، والذي يمكن أن يسبب الآتي:
- يُسبب الأوهام والهلوسة
- قد يثير ما يسمى بظاهرة القبعة (ستشعر بالضغط حول رأسك)
تأثير عدم النوم لأكثر من 3 أيام
وأما عن عدم النوم لأكثر من ثلاث أيام، فيعتبره التقرير أمرًا خطيرًا للغاية، حيث ستزداد الأعراض المذكورة أعلاه سوءًا، ومن المحتمل أن تبدأ في المعاناة من الهلوسة المتكررة وزيادة جنون العظمة، وفي النهاية، يمكن أن تؤدي أعراض الذهان إلى الانفصال عن الواقع.
وفي النهاية، سيبدأ دماغك في التوقف عن العمل بشكل صحيح، ما قد يؤدي إلى فشل في الأعضاء، وفي حالات نادرة، الموت، بالإضافة إلى ذلك، فإن خطر تعرضك لنوع خطير من الحوادث يرتفع بشدة.
ما هي أطول مدة يمكن قضاؤها بدون نوم؟
من جهته نشر موقع Sleepio تقريرا تحدث فيه عن الفترة التي قد يحتملها الإنسان دون نوم قبل أن يموت.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21 لايت”، بأنه على الرغم من أن هناك دراسات أجريت على حيوانات مخبرية ربطت بين قلة النوم والموت، إلا أنه لا يمكن إثبات أن الحرمان من النوم هو سبب نفوق هذه الحيوانات، حيث يمكن تحديد عدد من الأساليب المستخدمة في الأبحاث كأسباب محتملة، على سبيل المثال، إيقاظ الحيوانات باستخدام صدمة كهربائية في كل مرة تنام فيها.
وأشار التقرير إلى وجود حالة مرضية اسمها الأرق العائلي المميت (FFI) وهو مرض نادر ووراثي، وبمجرد أن يبدأ الفرد بإظهار أعراض المرض بدءًا من الأرق، يتطور المرض بسرعة وتظهر المزيد من الأعراض وتشمل الهلوسة وفقدان الوزن وأخيراً الخرف قبل وفاتهم.
وأشهر حالة لمصاب بمرض الأرق الليلي هي حالة مايكل كورك، الذي توفي بعد 6 أشهر من الحرمان التام من النوم، وكما هو الحال مع التجارب السريرية على الحيوانات، من الصعب للغاية تحديد ما إذا كانت قلة النوم هي السبب النهائي للوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق الليلي، وبالتالي، فلا يمكننا أن نستنتج أن 6 أشهر هي حقًا المدة التي يمكنك أن تقضيها دون نوم قبل أن تموت.
وقال التقرير بالمحصلة إنه لا يمكن معرفة المدة التي يمكن أن يبقى فيها الإنسان على قيد الحياة دون نوم، فعلم النوم لا يزال بسيطا.
وأشار التقرير إلى قصة طالب في المدرسة الثانوية يُدعى راندي جاردنر، شرع في تحطيم الرقم القياسي العالمي لأطول وقت يقضيه مستيقظًا، وأثناء التجربة، أصيب بمشاكل في البصر بالإضافة إلى العديد من أوجه القصور المعرفية، مثل مشاكل الكلام والذاكرة، وقبل نهاية التجربة بدأ أيضًا بالهلوسة، لكن ظهرت هذه الأعراض في غضون 11 يومًا فقط.
وخلص التقرير إلى القول، إن ما نعرفه هو أنه من غير الحكمة تجاهل حاجتنا للنوم، حيث لوحظت الآثار الجانبية السلبية للحرمان الجزئي من النوم في عدد لا يحصى من الدراسات البحثية، ومن الآمن افتراض أن هذه الآثار الجانبية ستزداد سوءًا بسبب الحرمان الكلي من النوم لفترات طويلة.