هذا ما أغضب الاحتلال من خطيب الأقصى فاعتقلته / تفاصيل

سواليف

ينذر استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للمرجعيات الدينية في مدينة القدس المحتلة وخاصة تلك التي تدافع عن المسجد الأقصى المبارك؛ بوجود معركة مركزية لم تنتهي بعد، ما يتطلب بحسب مختصين، ضرورة التفاف وتكاتف الجميع لإفشال خطط الاحتلال الساعي إلى اقتطاع أجزاء من المسجد الأقصى.


واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري (82 عاما) من منزله بحي الصوانة بمدينة القدس المحتلة الأربعاء، وخضع لتحقيق مطول في سجن المسكوبية الإسرائيلي، قبل الإفراج عنه بعد ساعات من اعتقاله.


وعن سبب الاعتقال والتحقيق مع خطيب الأقصى، أوضح المحامي المهتم بقضايا القدس والأقصى، خالد زبارقة، أن “التهمة التي وجهت للشيخ عكرمة صبري من قبل سلطات الاحتلال، هي دعوته إلى قراءة كتاب في باب الرحمة بالمسجد الأقصى، حيث يعتبر الاحتلال هذه الدعوة مخالفة للقانون الإسرائيلي”.


وأكد زبارقة المقيم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أن “الاعتقال جاء على خلفية هذه الفعالية، والاحتلال يعتبر أن هذه الفعالية في باب الرحمة ممنوعة، كون هذه المنطقة مغلقة بأمر من سلطات الاحتلال”.


واعتبر أن “جرأة الاحتلال على الاعتداء على المسجد الأقصى وأحد رموزه الشيخ عكرمة، تعدت كل الحدود، وهذا يدل على أن المنطقة الشرقية من الأقصى ومنطقة باب الرحمة، توجد الآن في خطر شديد”.


وشدد على خطورة ما قامت به قوات الاحتلال من اعتقال خطيب الأقصى، مؤكدا أنه “اعتداء صارخ على قدسية المسجد الأقصى وعلى منطقة باب الرحمة بشكل خاص، واعتداء كبير على رمزية الشيخ الذي يعتبر رمزا للأقصى، خاصة في ذكرى الإسراء والمعراج”.


وحذر زبارقة من التداعيات الخطيرة لمخططات وأطماع الاحتلال بالمسجد الأقصى المبارك، الذي “ينتظر الفرصة لإغلاق مصلة باب الرحمة من جديد كمرحلة أولي، إضافة إلى الانقضاض على المنطقة الشرقية بما فيها باب الرحمة لتحويلها إلى منطقة يهودية بالكامل”.


معركة متواصلة
من جانبه، رأى الباحث في شؤون مدنية القدس زياد ابحيص، أن اعتقال الاحتلال لرئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس يأتي في سياقين: الأول؛ الاحتلال لم يسلم بنهاية معركة باب الرحمة، رغم أن هبة المقدسيين تمكنت من فتحه واستعادته كمصلى”.


وأوضح ابحيص، أن “الاحتلال يحافظ على موقفه بعدم الاعتراف باب الرحمة كمصلى، بأن هناك قرارا قضائيا إسرائيليا بشأن باب الرحمة، وهذا القرار يجب أن يمشي ويعلو، ومن أجل ذلك قام باعتقال الشيخ والتحقيق معه، على اعتبار أنه يخالف قرار القضاء الإسرائيلي، والشيخ عكرمة لم يعترف بهذا القرار، وهو يعتبر أن باب الرحمة جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك”.

ولفت إلى أن “الشيخ عكرمة ومنذ سنوات وبشكل دقيق منذ آذار/ مارس الماضي، وهو يخط موقفا متميزا في الدفاع عن الأقصى ومصلى باب الرحمة، والواضح أنه يمر في مرحلة حسم وتصفية”، مبينا أن “التصدي للدفاع عن الأقصى يترتب عليه أثمان، ومعظم المرجعيات تركت الشيخ في المقدمة يدفع الثمن وحده، وهو الذي تصدى لهذا الموقف التاريخي في الـ 82 من عمره، لذلك هو أكثر شيخ يبعد عن الأقصى ويمنع من الخطابة فيه، وأيضا يعتقل”.


وتابع: “وكأن الأمر في حال تعب الشيخ عكرمة، قد انتهى، وهذا يتطلب التفاف شعبي حوله، إضافة إلى حضور والتفاف المرجعيات الدينية تحديدا في القدس وفي العالم العربي والإسلامي، ولا تترك الشيخ وحده منفردا في المقدمة، وألا ترتضي أن تتفرج على هذا المشهد أو تحافظ على بعض المكتسبات، فالحفاظ على المسجد الأقصى دونه كل شيء، فهذه معركة مركزية”.


وشدد الباحث على أهمية ألا يمر اعتقال الشيخ عكرمة مثل أي اعتقال، لأن “هناك معركة قائمة عنونها اقتطاع مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية من الأقصى، والشيخ عكرمة هو رأس حربة في هذه المعركة”، منبها إلى ضرورة “مواصلة هذه المعركة حتى إفشال مساعي الاحتلال، فلا خيارات في هذا الموضوع ولا حلول وسط”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى