هذا الأردن أردنَّـا / عبد الكريم فضلو العزام

(( بســـم الله الرحمـــن الرحيـــــم ))
” هذا الأردن أردنَّـا و اغلـى مِـن الرُّوح اترابُه ”
بقلم: الأستاذ عبد الكريم فضلو العزام
بمقدار الألم الذي يعتصرُ قلبي وقلوب كُـل الأردنيين على شهداء الوطن من رجال الأمن العام الأشاوس، تفيـض صدورنا عزّةً وشموخاً بهم وبكل المُخلصين المُضحِّين من أجـل الوطـن.
نعــم: هذا هو الأردن و هؤلاء هُـم رجاله ، وطنٌ باركه الله و خصّه بأن جعله أرضاً للحشد والرباط، وطنٌ يضمُّ ترابه الكثير من الصحابة ، أبو عبيدة و جعفر بن أبي طالب ، و أسامة ، وعبدالله بن رواحة وشرحبيل ، وعكرمة والكثير الكثير مِمّن رسموا لنا طريق الشّرف والكرامة و وضعوا لنا معالم الطريق إلى الجنة فكانوا قُـدوةً لنا ولجيشنا ودركنا وشرطتنا وأجهزتنا الأمنية . الكُـل يُرخِص الغالي والنفيس في سبيل مرضاة الله وفي سبيل سلامة الوطن وأهله ، وفي سبيل القضاء على كُـلِّ الخونة والمارقين مِمّن يُشوِّهون صورة الدين السَّمِح، ديـن المحبّـة والإخاء ودين التسامح والدعـوة بالحكمة والموعظةِ الحسنة.
في هذا اليوم تَـتفتّـح أبواب السماء لتستقبل كوكبةً مِمّـن ضحّوا بأرواحهم و هم يتسابقون لإطفاء حريق أو حماية ضعيف ، يسهرون على أمننا في صَحوِنا و نَومِنـا، هؤلاء أصحاب الأيادي البيضاء يغتالهم نفـرٌ مِمّن خانوا ربّهم و خانوا دينهم وخانوا أمّتهم و أوطانهم.
نعــم:
استُشهد هؤلاء الأبطال، ولحقـوا بِمَـن سبقهـم من إخوانهم، استُشهدوا وقلوبُهم مطمئنّة على سلامة وطنهم ، وعيونهم تحملُ آخر صور العشق لهذا الوطن من شماله إلى جنوبه ، وصور الفرح التي ترتسم على وجوه الأردنيين الذين ينعمون بالأمن والطمأنينة التي صنعتها أيدي أجهزتنا الأمنية السَّاهرة ، والشعب المُتلاحم كالجسد الواحد الذي لا يترك بينه مكاناً لخائنٍ ملعون.
استُشهِدَ هؤلاء العظماء وسال دمهم على أرض الأردن ليتطهّـر تُـرابُه طـُهـراً فـوق طـُهـرِه. ولتُنبِـتَ أرضُه أبطالاً مثلهم يعشقُـون الوطن و يُحبُّونه مثل حُبِّهِـم لأنفسهم، لا بل حُـب الوطن يسمُـو فوق حُب النّفس والروح.
استُشهِـد هؤلاء الأبطال، و إذا كان استشهادهم قد أدمى قلوبنا، فإنه قد ملأ نفوسنا عِزَّةً وكبرياء، ونصّبوا أنفسهم منارات لنا تَـهـدي إلى سواء السبيـل.
بُورِكَـت أرواحُكم يا من نزلتم أعلى مراتب الدنيا والآخرة ، نزلتم منازِلَ الشُّهداء، و بورِكَـت أمّهاتُـكم وآباؤكم و عائلاتُكم، وبورِك الوطن الذي ربَّاكم على هذه الروح وهذه التضحية والفـداء.
وأنت يا وطني مُبارك لك هذا النّسـل الذي أطعمتَه من صافي ضِرعِـك وسَقيتَـه من عذب مياهك، فكان لك المُحِـب الودود والإبن البار الذي لا ينطِـق بأفٍّ إذا ما دعوتَـه ولو إلى أصعب المُهمّـات.
ولكم آل هاشم يا من حملتم أعظم الرِّسالات، وقدّمتم أغلى التّضحيات ، لكم مِنّا الشُّكـر على غـرس هذه الروح في قوّاتنا المُسلّحة وأجهزتنا الأمنية ، فجعلتم منهم ورثَـة جيـش خالـد ، و صلاح الدين و جعلتم منهم المُدافعين عن كُلِّ ذرةِ تُـراب في هذا الثٌّـرى الطّهـور ، وجعلتم منهم السّياج المنيع الذي ترجُـوه الأمة إذا ألمّت بها النوائب.
ليحفظ الله الأردن، ملاذاً لِكُـل ملهوفٍ ومُشرّد ، وليحفظ الأردن واحة أمنٍ واستقرار، ويحفظ الله قيادتنا التي اختارها الله لتظل رايةً للأمة وهم يرفعون راية جدِّهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى