الأردنيون غاضبون، و #الدولة تنام على وسادة من #حرير!

#سواليف

الدكتور أحمد الشناق يكتب …

#الأردنيون #غاضبون، و #الدولة تنام على وسادة من #حرير!

اجرت #شبكة #الباروميتر_العربي استطلاع ل ١٢ دول عربية بمبادرة من الشركة الأمريكية الشرق اوسطية، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الصندوق الوطني للديمقراطية
بي بي سي عربي، مؤسسة #كارينغي، جامعة برنستون وجامعة ميتشغان. وكانت تمثل ٨٠٪ من المواطنين العرب، وجاءت النتائج غير مسبوقة عن واقع الحياة اليومية للمواطنين العرب .
والأردن جاء على رأس القائمة العربية ب ٤٨٪ من الأردنيين يرغبون بالهجرة من #الاردن، لأسباب أبرزها إقتصادية واسباب أخرى كالفساد وأمنية وسياسية.
وبالمقاربة للحالة الأردنية مع دول عربية أخرى، جاءت هذه المقاربات صادمة، من حيث

  • نصف سكان الأردن لا يتحملون الحياة في وطنهم. وعندما يقرر نصف السكان الرغبة بالهجرة، هذا يعني أن صمت الشعب وسكوته، إنما هو #صمت #الغاضبين، إلى حد بأن يبحث عن وطن آخر، وهذا يتطلب التوقف عنده كثيراً، من حيث أن هناك بركان شعبي محتقن، وهذه النسبة تشكل رسالة غاية السوء والخطورة على الأردن، لكل طرف أو جهة طامعة بالأردن، في مرحلة تاريخية تمر بها المنطقة، والتي لم يتبلور شكل دولها وانظمتها لشرق أوسط جديد، تعاد صياغته نحو نظامه الإقليمي الجديد، بكل تداخلاته الدولية والإقليمية بالغة التعقيد.
  • أن يأتي الأردن بمقدمة دول عربية عايشت صراعات دامية وتفتت وحروب بالوكالة، برغبة الأردنيين لهجرة الوطن، إنه لأمر جلل، وينبئ بمشهد سوداوي لرؤية #الشعب، وفقدانه لأي ثقة بمستقبله لحياة مستقرة وكريمة في وطنه، وهي تنبئ عن قواعد إجتماعية بنصف الشعب الأردني، يعيش حالة غليان لا يجوز السكوت وإغماض العيون عنها، وهي حالة تنبئ لتحرك قد يفاجئ الدولة، بشرارة غير مسيطر عليها، ولنتائج غير محتملة القبول بالبلاد.
  • أن يأتي الأردن بنسبة ٤٨٪ من الأردنيين يفكرون بالهجرة، وهي نسبة تفوق نسب في دول عربية، لا زالت تعيش الصراعات، كالعراق وليبيا واليمن، هذا يعني علمياً وبالفكر السياسي، أن مقولة #الأمن_والأمان في الأردن، يجب مراجعتها بعقل الدولة ومطابخ القرار إن وجدت، بعيداً عن المملاءة والتردد، وبعيداً عن الأنانية بالمصالح الشخصية، وأن لا تنام الدولة على وسادة من حرير، بغياب الإلتزام بالمسؤولية الوطنية ومصلحة الوطن العليا.
  • ونتساءل بعقل ووعي ! هل يُعقل ان يفكر ٤٨٪من الأردنيين بالهجرة مقارنة مع فلسطين تحت الإحتلال، ونسبة رغبة الفلسطينين بالهجرة ٢٥٪ ، وليبيا المجزأة ولا زالت تعيش الصراع، بنسبة ٢٠٪ والعراق بكل الحروب والصراعات والإرهاب، وبنسبة ٣٥٪
    ولبنان بكل ظروفه ٣٨٪ ومصر بأحوالها ١٣٪ ، وهل يعقل ١٨٪ من شعب موريتانيا يفكر بالهجرة، و٨٢٪ يرون مستقبلهم في وطنهم موريتانيا ؟؟؟
    هذا الاستطلاع أشرفت عليه مؤسسات أكاديمية بجامعات عالمية مرموقة بعلميتها الأكاديمية، وهيئة ال بي بي سي ووكالة أمريكية ومؤسسات رصينة،
    لنتساءل بعقل سياسي ! ما هي الرسالة التي ستصل لدوائر قرار عالمي وإقليمي وعربي وما يحيط بالأردن، عن دولة يرغب نصف شعبها ويفكر بالهجرة من وطنه، بحثاً عن وطن اخر ؟ سؤال مصيري ولكنه واجب الإجابة عليه بجرأة وشجاعة وخلق وعقل، ماذا لو ؟
  • إلى متى تبقى محاضرات الفنادق وأوراق التنظير، وهذه الوعود بتصريحات، حقيقتها لا تصلح للإستهلاك البشري بهمومه ومعيشته وظروف حياته؟
    وإلى متى خطاب التبرير، يبقى عنواناً ونهجاً وغطاءاً للعجز والفشل في هذا الوطن الغني بثرواته وموارده، وكفاءة وأهلية انسانه للعطاء والإبداع والإنجاز ؟
  • إلى متى تبقى الدولة تنام على وسادة من حرير بهذه الطبقة الجيلاتينية في مؤسسات الحكم ؟ ونصف مجتمعنا الأردني يريد مغادرة الوطن بهجرةً، نعم هجرة ، إن وجد سبيلاً وقبولاً عند الآخرين ؟
    الأردنيون غاضبون، والبلد غاضبة، والدولة تنام على سرير من حرير، نعم وعلى وسادة من حرير، إلى متى ؟
    الدكتور أحمد الشناق

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى