ها نحن نعيش في عصر الجاهلية من جديد

ها نحن نعيش في عصر الجاهلية و عبادة الأصنام و الأوثان من جديد و لكن بشكل جديد و حديث و مختلف
م. محمود ” محمد خير” عبيد

تعاظمت افة تأليه الناس على الأرض, نعم كانت هذه الأفة موجودة منذ ان اوجد الله الأرض و من عليها فقد كان كهنة الأصنام و الأوثان يطلبون من عبدة الأصنام و الأوثان ان يقدموا قربان للألهة حتى تقوم الألهة بتلبية طلبهم و من البديهي ان الاصنام و الأوثان ليس لها من القربان من شيء فالمستفيد هم الكهنة الذين يطلبون القربان لأنفسهم لآنه لو طلب الكاهن القربان لنفسه لما اجاب طلبه احد فوجد هؤلاء المحتالين في الأصنام ضالتهم فاوجوا الأصنام ليعبدها الناس و يتقربون اليها و يجاهدوا من اجلها و يموتون في سبيلها و يعظموها و يقدموا لها القرابين و تجد الكهنة يتصدرون الحديث باسم الصنم و يدعوا الناس الى عبادته و التقرب اليه و التضحية من اجله حتى اذا طلب الكهنة من عبدة الأصنام باسم الصنم اي مبالغ و اي قرابين قاموا بتقديمها و هم فرحين و تزداد فرحتهم عندما يعلمهم الكاهن الدجال ان الصنم قد قبل عطاياهم, قبل الحرب العالمية الثانية .. وفي خطاب لهتلر قال أنه سيصنع للالمان إلها يعبدونه في الارض بدل من الله, إنه الوطن الالماني في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون. بحيث اصبح الوطن وثن معبود كالـــصنم. لا ينطق و لا يتحدث و لا يعبر انما من يتحدث باسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون دور الكهنة في عصر الجاهلية و عبدة الأوثان و الأصنام, بحيث اصبح دور الشعوب(عبدة الأوطان) عندما يطلب منهم التضحية من اجل الوطن فانما السياسيين يطلبون منهم التضحية من اجل ابقائهم في مراكزهم و مناصبهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس كما كان يفعل الكهنة مع تغيير بسيط في المسميات والناس العابدة للوطن فرحة بتضحياتها معتقدة ان الوطن فرح بما يقدموه و لم يخطر في خلدهم ان تضحياتهم تذهب في سبيل ابقاء الفاسدين و اللصوص على عروش السلطة.

يموت الناس و يضحوا و يقدموا ارواحهم قرابين من اجل الوطن فيلقبوا و يطلق عليهم كهنة الأوطان لقب (شهيد الوطن)، بينما السلاطين و كهنة العروش لايموتون و لا يضحون و لا يعانون في سبيل الوطن ولا يجعلون ابناءهم يموتون في سبيل الوطن لانهم ابناء الهة الأوطان و لانهم هم الوطن فالوطن مرتبط بوجودهم على عروشهم و كتب على عبدة الأوطان ان يقدموا ارواحهم قرابين من اجل هؤلاء.

نسمع دائما كلمات رنانة متداولة في معابد السلاطين ذات ابعاد مادية و معنوية كان نسمع خزانة الدولة, ممتلكات الدولة, أراضي الدولة, ھیبة الدولة, رئیس الدولة. بحيث یموت جميع المتعبدين و المتقربين من ابناء الدولة كي لا تسقط عرش الدولة و لا تسقط الدولة و لا تسقط هيبة الدولة و لا يسقط عمال معابد الدولة و كهنتها فكل ما هو مرتبط بالدولة خط احمر لا يمكن لأحد ان يتجاوزه.

مقالات ذات صلة

هل من احد تجرأ و قام بسؤال نفسه او طرح السؤال على احد ما هي الدولة و ما هو هذا المسمى الأعتباري و الذي تقدسونه و تنسبون اليه كل شيء في مجاعتنا في وبائنا في حروبنا في سلمنا في علمنا في ثقافاتنا في فكرنا , ما هو هذا المسمى المباح له ان يسلبنا كل شيء ديننا, ارواحنا, كرامتنا و لقمة عيشنا, عائلاتنا و مجتمعاتنا. ما هو ھذا الوثن المقدس الذي يطلق عليه الوطن و الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو و ليضحوا ليعيش هو و ان يقدموا القرابين ليرضى هو, و لنتقشف لینعم هو, و ان نهان لتبقى له هيبته و كرامته .

الوطن او الدولة “وثن وھمي” و كذبة كبيرة اوجدها كهنة الأوطان و سياسيها ليستعبدوا الشعوب و يضحكوا عليهم و يستغلوهم لمصالحهم و اهوائهم الشخصية بحيث الوطن في الحقيقة ما هو الا سلطة الكهنة من السلاطين و عبدة العروش و مراكز قوتهم . لذلك نجد هؤلاء الكهنة الدجالين يصعدون على اعلى المنابر و يجتمعون بابناء المعابد و عبدتها من اجل يقدموا لهم عبارات الدجل و الخداع و النفاق و يقولوا للمتعبدين الذين يرجون رضى الوطن أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم واسرهم، بل من أجل الدولة ومصلحة الأله الوطن .

فها هم سدنة المعابد و كهنتها یأخذون الأموال ویسرقون حقوق الناس ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للأله الذي يعبدوه و يضحوا من اجله و هو الدولة ولمصلحة الوطن، يقوم هؤلاء الكهنة و اسياد العروش و صبيتهم باهانة الشعوب شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك قربانا” للوطن و للدولة و حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن و هم عملهم فقط ان يضحوا بك و برزقك ام ماذا قدموا هم لا شيء سوى الدجل و الكذب و النفاق. فتجدهم یستغلون الجنود و امن الوطن في حفظ كراسیھم وسلطانھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن و هم من يحمون عروشهم و كراسيهم و عائلاتهم لانهم اوهمونا اذا ما هم سقطوا سقطت الاوطان و تدمرت المعابد و لن يبقى شيء نعبده و نتقرب اليه من بعدهم فلذك عليهم ان يحيوا لتحيا الأوطان و تبقى الناس , فلو قالو للشعوب (نحن نقتلكم ونھینكم ونسلب اموالكم لأجل سلطتنا) لما تقبلھا أحد و لكن اذا ما قدموها لنا بالدجل و النفاق و الكذب فسوف يتقبلها الناس و حتى يضيفوا نوع من التأليه و التعظيم و التقديس للوثن الذي يسمى الوطن سموه الوطن المقدس،

فها نحن في عصرنا الحالي عدنا الى الجاهلية العظمة جاهلية عبادة الأوطان و كهنة العروش من دون الله فنحن لم نختلف في شيء عن ما كان يعبدوه اجدادنا في الجاهلية قبل الرسالات السماوية و لكن اختلف الثنم الذي نعبده و اختلفت مسميات الكهنة بحيث اثبح الكهنة اليوم رؤساء و حكام و سلاطين و ملوك و اختلف المعبد بحيث اصبح المعبد عن قصور و قلاع و لكن ما يتفق عليه الجميع ان ريع المعابد يذفب الى الكهنة و الشعوب ما زالت ساذجة تخاف من غضب الألهة و كهنتها .

ان هذا ان دل انما يدل اننا و صلنا و بعد 2000 عام من رسالة سيدنا عيسى و 1400 عام من رسالة سيدنا محمد قد و صلنا الى عصر الأنحطاط الثقافي و الفكري و الديني و تزايدت هذه الأفة خلال القرن الماضي مع تزايد الأشخاص المعصومين و ارتقاء الخطوط الحمر بحيث اصبح يمكنك ان تمس الألهة و لكن اياك ان تمس الكهنة فالكهنة معصومين عن الأتيان باي شيء خطا و معصومين عن السرقة و الفساد و الخيان و الأستغلالو اصبحوا هم الكهنة اصحاب الفكر النير و العطايا و المكرمات و الهبات التي يقدموها للرعية باسم الألهة الوطن و اذا ما غطبت الألهة على احد قام كهنتها بزجه في غياهب السجون و نزلت عليه نقمة الألهة و ها هو قد اصبح تقديس الكهنة و سدنة العروش و ابنائهم و عائلاتهم واجب ديني و مقدس كقدسية الألهة بحيث اصبح الكهنة مصنعًا لإنتاج وتوزيع الجهل والتخلّف وتعطيل مسيرة الحياة الطبيعية،

و اذا ما استيثظنا على الحقيقة المرة نجد ان الله لم يبتلي شعوبا” و اقوام على هذه الأرض متخلفة و جاهلة اعظم من جاهلية قريش على وجه هذه الأرض تقوم على تأليه قادتها و ساستها كما قامت شعوبنا بتاليه سلاطينها و حكامها بحيث اصبح مباح ان تكفر بالذات الألهية و اياك ان تكفر بحاكم او سلطان واو تنعته باي شيء معيب لآنه معصوم كما عصم الله الأنبياء،

فتجدنا ما أن سطع شمس شخص في المجتمع في مجال الفكر أو السياسة او الدين بغض النظر عن خلفياته و انتماءاته و سلوكه حتى يتم وضع هالة من القدسية حوله، تجعل نقده بقول أو فعل من موبقات الإثم التي قد تدفع بمناصريه و صبيته إلى خوض حرب ضروس نصرة” للمعبد و لعرش الألهة و ذلك من خلال اعتقال من يقترب من هذا الأله المتوج على الأرض و تلفيق التهم.

اما حان لنا ان نستيقظ ام نحن بانتظار عودة المسيح لأن ينشلنا من مستنقع كهنة المعابد و سلاطينها و دجاليها و منافقيها. هل لنا ان نعود الى عبادة الله قبل الأوطان و ارباب العروش و سلاطينها. هل لنا ان ندافع و نقول كلمة الحق بالأوطان و بالله و ليس بالكهنة الذين توجوا انفسهم كهنة و هم افسد خلق الأرض خلقا” و اخلاقا” و هم من قاموا بانشاء مدارس مسيلمة الكذاب ليعلموه الكذب و النفاق و الخداع ليعود الى الأرض.

يجب علينا استعادة حريتنا التي خلقنا عليها فقد خلقنا الله احرارا” علينا ان نصمم على وقف خدمة كهنة المعابد حتى نجد انفسنا احرارا” علينا ان نكف عن مساعدته او دعمه او تبجيله او الهتاف له و سوف ترونه ينهار كتمثال ضخم أزيحت قاعدته فهوى وتحطم فالله في محكم كتابه قال في كهنة المعابد “كلا لا تطعه” ثم أمر بالسجود والاقتراب منه بدلا من العنف.

فالبشر يولدون أحرارا وتولد معهم غريزة الدفاع عن حريتهم، هل الحيوانات اصبحت ارقى منا نحن البشر بدفاعها عن حريتها و هي من تقاوم عندما تقع في الأسر بمخالبها ومناقرها وقرونها ويدفع بعضها للموت كمدا لفقدها حريتها ماذا نحن فاعلون لآستعادة حريتنا و لنبذ العبودية لكهنة المعابد.

إن البشر يعشقون الحرية ولا يستسلمون للعبودية إلا في حالتين: إما أن يكونوا مكرهين بالقوة أو مخدوعين كما يفعل الكثير من الكهنة الطغاة في العصر الحالي حين يروجون بأنهم صمام الأمان والاستقرار للمعابد وأن ذهابهم يعني غضب الألهة أن تنزلق المعابد في أتون الفوضى ويتفشى العنف والجوع والتشرد حتى يرضى الناس بهم كهنة رغم علمهم بنفاقهم و بكذبهم و خياناتهم و فسادهم وظلمهم.

أن الطغيان و الأنتصار لغير الله و الأنسانية هو “أبغض شيء” عند الله و”أن الله قد أعد لكل طاغي فاسد خائن متعدي و مغتصب لحقوق الناس وشركائهم عقابا خاصا في الدار الآخرة فمن لم نشهد نهايته في الدنيا سنشهد عقابه في الأخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى