ها قد عاد / كامل النصيرات

ها قد عاد

لم أصدّق رنّ جرس الباب عندما فتحته ووجدتُ ((الأرفل)) يرمي نفسه في أحضاني وأنا أغالب دمعي وأحاول إبعاده عني: ما تحكي معي..تغيب ولا حسّ ولا خبر..؟ عاد وحضنني بدموع فرحة وقال: وحياة معزتك غصب عني..كنتُ محجوزاً عند الصهاينة بعد المناوشات بيننا..قضيتُ العطلة في القدس والأقصى.
وضع كيساً على الطاولة حين كنتُ أتفقد جسده وأنا أقول له : ضربوك..؟ بهدلوك أولاد الـ…؟ ضحك وهو يجيبني: سيبك من هذه الأسئلة ..تعوّدنا سيدي..المهم الناس بالقدس بخير..بعالم غير عالمنا يا صاحبي..عند الأقصى لا يفكّرون كما نفكّر..إنهم (شيباً وشبّاناً) فتيةٌ آمنوا بأن هذه الأرض لهم فقاموا ووقفوا في وجه الاعتداءات..أنتم كنتم تأكلون (الكعك) وهم كانوا يواجهون (الدعك)..! أنتم كنتم غارقين في قصص الملاهي والبارات ..وهم كانوا يوزّعون على المحبطين المعنويات..!
قاطعته ضاحكاً: على سيرة الملاهي؛ شُفت كيف فسّر البعض غيبتك..شفت التعليقات عليّ وعليك ..كانوا يقولون أنك (سوكرجي) و (هامل) و لك يد فيما جرى ..! وقف الأرفل غاضباً وقال لي: هاي هي مشكلتنا؛ نظل نطعز في بعضنا؛ نشكّك في كلّ شيء..ولك أنا الأرفل ؛ أنا وجع (الأردني و الفلسطيني) ؛ أنا الصمود ؛ عيب يحكوا في غيابي هيك ..! وفتح الكيس: شوف شو جبتلك معي..ومدّ يده داخل الكيس وأخرج كمشةً من تراب وقبّله وقال لي: هذا من تراب الأقصى؛ شمّةٌ واحدةٌ منه تجعلك رجلاً..هذا تراب إذا البوصلةُ لم تشر إليه فهي ملعونة وكافرة..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى