[review]
النص الاصلي
6-12-2011
تقول النكتة ..بعد أن احتلت بغداد، وعمت الفوضى في البلاد ، شوهد أحد العراقيين الظرفاء حائراً قلقاً يضرب الكف بالكف محدثاً نفسه : (( تلبس دشداشة يقتلوك الأكراد..تلبس كردي يقتلوك العرب..تلبس شماغ احمر يقتلوك الشيعة..تلبس عمامة يقتلوك السنة..تلبس بنطلون يقتلوك الإرهابيين..ما تلبس أي شي، يقتلك البرد..هاي شلون عيشة يابا))..بهذه الكلمات البسيطة أراد ان يعبّر هذا الساخر الجميل عن عراقيته القديمة "ما قبل الاحتلال" والتي لم تعد ملكاً له على الإطلاق، بل ملكاً لمن يملك الحكم عليه..
بصراحة صرنا جميعاً نعاني ما يعانيه هذا العراقي الموجوع ..بعد ان بات كل واحد منا ينصب نفسه الوكيل الحصري للوطنية و الخازن الأمين "للمصلحة العامة" يمنحها لمن يشاء ويمنعها عمّن يشاء..
مثلاً: اذا انتصرت لوطنك على حساب منطقتك قالوا "جبان"، واذا انتصرت لمنطقتك على حساب وطنك قالوا "اقليمي" ، اذا اصطففت مع القانون..اتهمت انك ضد العشيرة…واذا اصطففت مع العشيرة اتهمت أنك ضد القانون..اذا كتبت عن كرمة العلي ، يزعل ابو يحيي..واذا كتبت عن ابي يحيى تعاتبك "كرمة العلي ".. اذا انتقدت سياسات الحكومات "بمحاباة" السرّاق و"الخنوع" للصوص الكبار..اتهمت بتشويه سمعه البلد والإضرار بالاقتصاد ..وإذا طالبت بإصلاحات سياسية ..قالوا لك لماذا تهرب من الكتابة"عن السرّاق و اللصوص الكبار"؟؟.. اذا هتفت لديمقراطية حقيقية قالت لك الموالاة: "شوف سورية واحمد ربك"..واذا التفت الى سوريا وبلعت ريقك خوفا، قالت لك المعارضة: " شوف تونس وشدّ حيلك"..
أي شو هالعيشة ،صرت حتى تشعر بوطنيتك ،عليك ان تجمع كل هذه التناقضات؟؟!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com